أهم من الحزب الذى يحكم الآن، هو الحزب الذى ينافس على الحكم، ومصر ليس فيها تنظيم حزبى منظم إلا الإخوان ومؤيديهم من التيارات الدينية، أما المعارضة والإنقاذ والتيار الشعبى والائتلافات الثورية وغيرها، فلم تتوحد فى حزب واحد يقوى على المنافسة، واكتفت بالمعارضة الصوتية التى لا تتواصل مع الكتل التصويتية الكبيرة فى القرى والنجوع والأحياء الشعبية، وغيرها من المناطق التى تبحث عمن يساعدها فى حل مشاكلها.
وإذا لم تأتلف المعارضة تحت تنظيم حزبى قوى فى انتخابات البرلمان القادمة، فسوف تخرج من المسرح السياسى إلى الأبد، ولن تنفعها بعد ذلك المليونيات ولا الاحتجاجات ولا التكالب على الفضائيات، إنها الفرصة الأخيرة لمن يريد أن يثبت أنه أحق بالحصول على قطعة من كعكة الحكم، فهل ترتفع المعارضة فوق أمراضها التاريخية المتمثلة فى التشرذم والتفكك والصراع والصفقات المشبوهة والتوهان فى دوامات النضال الصوتى؟.
فى كل الأحوال مصر تحلم بظهور جيل جديد من المرشحين فى إنتخابات مجلس النواب لملء الفراغ والقدرة على المنافسة، من الشباب المرابضين فى دوائرهم ويتواصلون مع الناس ليل نهار، صف ثان لا يتاجرون بالشعارات الدينية ولا يزايدون على المشاعر الثورية، جيل الأمل الذى يمثلنا فى برلمان يعيد مصر إلى المصريين.
