كريم عبد السلام

حرب السنة والشيعة 1 - 2

الأحد، 26 مايو 2013 10:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح من الأمور المعتادة أن تصادف مجموعة من شباب السلفيين فى منطقة دار السلام أو عزبة النخل أو المطرية أو الوايلى أو غيرها من الأحياء الشعبية الفقيرة والمزدحمة، يتجمعون حول بروجكتور وشاشة عرض على جدار منزل، ليعرضوا على المارة المندهشين فيديو لواحد من غلاة الشيعة يتحدث فى أمر من أمور الدين بلكنته العراقية أو بلغته الفارسية مع ترجمة أسفل الشاشة لا يمكن التأكد من دقتها، ثم ينبرى أحد الشباب من القائمين على العرض ليشرح خطر الشيعة على الإسلام والمسلمين ووجوب تكفيرهم.

يبدأ الشاب الذى يبدو من مظهره انتماؤه إلى أحد الأجنحة السلفية كلامه بما هو متواتر عن الشيعة من أنهم يسبون الصحابة رضوان الله عليهم، ويدسون على صحيح الدين افتراءات وأكاذيب، وينكرون آيات من القرآن، ويفترون على أمهات المؤمنين الكذب، ثم يطالب بضرورة قتال الشيعة ومنع تغلغلهم فى البلاد، لأنهم أخطر من الصهاينة. هذه العينة المتكررة من القصف الميدانى ضد الشيعة، بهدف الحشد وكسب الأصوات ونشر الثقافة المعادية، مرآة لما هو واضح من حرب مستعرة على الفضائيات المحسوبة على الحركات والأحزاب الإسلامية والمتحدثة باسمها والمعبرة عن أجنداتها، وفى المؤتمرات التى يدشنها رموز التيار السلفى دون مناسبة واضحة اللهم إلا دق طبول الحرب وتدشين صراع الهلال الشيعى والمثلث السنى كما ذاع فى الدراسات السياسية منذ 2005 ثم أصبحت جزءا لا يتجزأ من سيول التحليلات الغربية للتغيير الذى أحدثته ثورات الربيع العربى فى المنطقة، والأهداف الاستراتيجية من ورائها. من وجهة نظرى، لا أصدق كثيرا من التحليلات الغربية التى تضع ثورات الربيع العربى كحركة مدروسة ومبرمجة لإحداث تغيير يؤدى فى النهاية إلى صراع سنى – شيعى، ثقافيا وعسكريا، خاصة فى ظل وجود تراث فقهى عظيم للتقارب بين المذاهب الإسلامية، ويكفى أن نتذكر جهود الأئمة عبدالحليم محمود ومحمد أبوزهرة ومحمود شلتوت، واعتراف الأزهر الشريف بمذهب الإمام جعفر الصادق واعتماده فى مناهجه، لنثق أن ما يجمع السنة والشيعة أكبر بكثير مما يفرقهم

ومع ذلك فإن تسلسل الأحداث بعد قيام الثورات العربية، يؤكد أن الثورات العربية تساق فعلا نحو تنفيذ استراتيجية لا ناقة للعرب فيها ولا جمل، فكثير من الشعوب العربية تعانى أكثر مما كانت قبل هذه الثورات التى حملت الأمل بالحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة، ليس لعيب فيها وإنما لعيوب من سرقوها وقفزوا عليها لخدمة أسياد وأصحاب مصالح ليسوا منا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة