هل نجرى وراء سراب فى قضية الضباط الثلاثة وأمين الشرطة الذين تم اختطافهم، مادامت لدينا معلومات تؤكد ذلك؟.
المعلومات التى تناقلتها وسائل إعلامية فى اليومين الماضيين حول القضية، فيها كلام للدكتور مرسى، يختلف عن كلام تناقلته وسائل الإعلام منسوبا لقيادات من حركة حماس.
فى زيارته إلى إثيوبيا وأمام الجالية المصرية، قال الدكتور مرسى ردا على سؤال من أحد أعضاء الجالية: «هؤلاء كانوا فى طريقهم بعد الثورة، واحترقت سيارتهم، ولم يعثر على جثثهم، وأنا أقول لمن يتهم حماس بخطفهم، لماذا تفعل حماس ذلك، وماذا ستفعل بهم؟»، وأضاف: «من حق أهلهم الذين لايتقبلون فكرة وفاتهم أن يعرفوا مصيرهم».
فى المعلومات الأخرى، قال ضياء رشوان نقيب الصحفيين، إن موسى أبومرزوق القيادى بحركة حماس زار نقابة الصحفيين عقب الانتخابات الأخيرة لتهنئة الفائزين، واستقبله أربعة من الأعضاء، وسألوه عن قصة الضباط المختطفين، فأجاب بأنه أبلغ السلطات المصرية بالمعلومات المتوفرة لديه، وأنهم قتلوا فى سيناء بدليل وجود دماء فى السيارة التى كانوا يستقلونها، وأن الجثث موجودة فى سيناء، وأرشد السلطات المصرية عنها، إلا أنه عاد وأكد عدم علمه فى أى مقبرة دفنوا على وجه الدقة، لكنه يعلم مكان «الجبانة».
تتفق رواية مرسى وأبومرزوق على وفاة الأربعة، لكنك أمام تناقض فى سبب الموت، فبينما يعيدها الرئيس إلى «حرق سيارتهم»، يقول أبومرزوق، إنهم قتلوا فى سيناء بدليل وجود دماء فى السيارة التى كانوا يستقلونها، وزيادة فى تأكيده قال، إنه يعلم مكان «الجبانة»، لكنه لا يعلم مكان المقبرة، ويقود هذا التناقض إلى شكوك، فى التدابير المعدة للإعلان عن النتائج النهائية، فربما يكون السيناريو «الرسمى» الذى ستعلنه الرئاسة هو ماذكره مرسى فى إثيوبيا بمقتلهم بحرق السيارة التى كانت تقلهم، بما يعنى إخلاء مسؤولية الأجهزة المعنية، وكذلك صرف الأنظار عن توجيه اتهامات لجهات بعينها، ومما يرجح هذا الاعتقاد، النفى الذى ذكرته وسائل الإعلام نقلا عن «مصادر» فى حركة حماس، بأنها تأكدت من مقتلهم، لكنها لا تعرف «أين دفنوا».
دعونا من اتهام حماس فى هذه القضية، فالأرجح أنه لا مصلحة لها بالتورط فى هذا الفعل الآثم والشنيع، وقصة اختطاف الجنود السبعة، وتورط « تكفيريين» فيها يرجح أنهم أيضاً المتورطون فى قتل الضباط الرائد محمد الجوهرى، والنقيب محمد حسين إسماعيل، والنقيب شريف المعداوى، وأمين الشرطة، لكن الأسئلة التى تطرح نفسها تتمثل فى، كيف توصلت «حماس» إلى معلوماتها؟، هل تم ذلك عبر تعاون أجهزتها مع عناصر داخل سيناء؟، وإذا كان ذلك صحيحا، فمن هم هؤلاء العناصر؟، وماهى الحقيقة فى معلومة دفنهم؟، فتلك وحدها كفيلة بفك اللغز، فمن يحصل عليها لابد وأن عناصر بعينها قد أبلغته بما حدث، والربط الطبيعى فى ذلك أن من يملك معلومة «الدفن»، الأرجح أنه يملك معلومة العناصر المتورطة فى القتل. نحن أمام قضية كبيرة، يبدو فيها للوهلة الأولى الرغبة فى إغلاقها بأى طريقة، ويساهم فى ذلك هذا التضارب بين ماقاله الرئيس وأبومرزوق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة