إذا كانت إثيوبيا قد أعلنت البدء فى إجراءات بناء أحد مشاريع سد النهضة وتحويل مجرى النهر الأزرق، قبل أن تهبط طائرة الرئيس مرسى أرض مطار القاهرة، عقب عودته من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فمن حقنا أن نسأل.. وماذا كنت تفعل فى إثيوبيا يا دكتور مرسى، هل كانت الزيارة فقط لمجرد حضور الاحتفال باليوبيل الذهبى لإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية التى كانت مصر فى زمن عبدالناصر أحد مؤسسيها؟ ألم يكن فى جدول لقاءات الدكتور مرسى فى إثيوبيا لقاء رئيس وزرائها هيلى ماريام وفتح ملف أزمة سد النهضة الذى يهدد شريان الحياة فى مصر، ويهدد الشعب المصرى بالجوع والعطش؟ هل اهتمامات الرئيس وجماعته لا يدخل فى إطارها الأمن القومى المصرى وأولوياته وخطوطه الحمراء، ولا يشغلهم سوى «تمرد»، و«هدم القضاء»، و«معركة الزند»، و«حمدين صباحى والإنقاذ» ولا يحرك لهم ساكنا أن مصر على أبواب العطش الفعلى، وأن إثيوبيا بدأت فى دق طبول حرب العطش ضدها وضد شعبها أثناء زيارة «الرئيس المنتخب» لها، ودون اعتبار لوجوده على أراضيها.
إثيوبيا يبدو أنها قد قررت إحراج الدكتور مرسى مرتين: الأولى بعد أن أوفدت لاستقباله وزيرة التعدين، فى حين أن رئيس وزراء جنوب أفريقيا تم استقباله من قبل رئيس الوزراء الإثيوبى نفسه، رغم محاولة بعض فلاسفة الإخوان الدفاع عن عدم استقبال مرسى بالشكل اللائق، الذى يتوافق ومكانة مصر المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية، أما المرة الثانية فهى قرارها بتحويل مجرى نهر النيل فور عودته مباشرة إلى القاهرة.. ليست المرة الأولى التى يتم التعامل بها مع رئيس مصر بالشكل غير اللائق، ففى الزيارة الأولى وأثناء التقاط الصورة الرسمية لرؤساء الدول المشاركين فى القمة الأفريقية، تم وضعه فى الصف الخامس وهذا ترتيب لا يليق بمكانة مصر.
إذا كانت زيارة مرسى لإثيوبيا بروتوكولية، فلم يكن هناك داع لها، فالقضية الأهم التى كنا نظن أنه سيناقشها مع القيادة الإثيوبية هى مياة النيل، وإظهار مخاوف وانزعاج مصر وشعبها الشديد من بناء سد النهضة الذى يعنى بناؤه- كما يؤكد خبراء الرى - حرمان مصر من أهم شريان حيوى لها وهو نهر النيل. فماذا فعلت إذن فى إثيوبيا يا دكتور مرسى، إذا لم تكن مصالح مصر العليا وأمنها القومى أحد أولويات مناقشاتك هناك؟.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة