كمال حبيب

الرئاسة الحائرة بين طهران وموسكو

الجمعة، 03 مايو 2013 04:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على صفحة المتحدث باسم رئاسة الجمهورية علمنا أن وفدا من الرئاسة سيزور طهران، الوفد مكون من مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولى عصام الحداد، ورئيس ديوان الجمهورية محمد رفاعة الطهطاوى، وقيل أنها زيارة قصيرة للتباحث حول الأزمة السورية وتفعيل المبادرة الرباعية التى كان الرئيس أطلقها فى العام الماضى، والمبادرة الرباعية تضم تركيا والسعودية ومصر وإيران.
المشكلة هنا أن المعلومات غير متوافرة عن الزيارة وأسبابها الحقيقية خاصة وأن المبادرة الرباعية التى أطلقها الرئيس فى القمة الإسلامية الاستثنائية والتى عقدت بمكة المكرمة قد تعرضت للموت الإكلينكى بسبب انشغال الرئاسة المصرية عن الأزمة السورية والتى تعد مسألة أمن قومى بالنسبة للقاهرة.
فكما قال جمال حمدان فى كتابه "شخصية مصر"، فإن الأمن القومى لمصر يتقرر فى الشام، والشام حين نطلقها اليوم فإننا نقصد دمشق، ومن الواضح أن الأزمة السورية اليوم على قمة اهتمام السياسات الدولية خاصة بعد الحديث عن تقارير تحدثت عن استخدام النظام السورى لغاز السارين المحرم دوليا ضد مواطنيه، واعتبار أمريكا والعالم كله أن ذلك يعد خطا أحمر وأنه تغيير لقواعد اللعبة – كما صرح أوباما، وهو ما يجعلنا نتساءل أليس قتل مئات الآلاف من السوريين وتشريد أكثر من مليون ونصف لاجئ من بلده إلى دول الجوار فيما يطلق عليه "محنة المهاجرين السوريين"، بالإضافة إلى المهاجرين فى الداخل والتى تقدرها المصادر بما يقترب من سبعة ملايين سورى، أليس ذلك كافيا لاعتباره خطا أحمر!!
ليس واضحا بالضبط ما هو الموقف المصرى تجاه الأزمة السورية؟ فقط المبادرة الرباعية التى أطلقها الرئيس عقب فوزه فى الانتخابات الرئاسية، ولم تبذل مؤسسة الرئاسة من وقتها جهدا يذكر من أجل ضخ دماء الحياة لتلك المبادرة المصرية، رغم أن الرئيس زار السعودية وهى أحد الأطراف الفاعلة فى الأزمة السورية، وزار تركيا وهى طرف آخر لديه بحكم الجوار والدور انغماس كامل فى التعامل مع الأزمة الكبرى التى تعد الأخطر على أمن المنطقة العربية والإقليم كله.
ربما يكون الموقف المصرى من الأزمة السورية قد تم طرحه بعد زيارة الرئيس الأخيرة إلى موسكو والتى أثارت علامات استفهام حول الموقف المصرى أكثر مما طرحت إجابات أو إشارات واضحة، فقد قال الرئيس مرسى فى زيارته لروسيا إن هناك تطابقا بين الموقف المصرى والروسى حول الأزمة السورية، ومعلوم أن روسيا مع استمرار الطاغوت فى الحكم وقد تلوثت يده بدماء شعبه، وأنها ضد دعم المعارضة، وهى التى تدعم النظام بالسلاح للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية فى شرق البحر المتوسط.
يتقدم الملف السورى على أرضية الاهتمام الإقليمى والعالمى فملك الأردن فى أمريكا، وجنود أمريكيون على حدود الأردن مع سوريا، ووزير الخارجية السعودى كان فى أمريكا، ورئيس وزراء تركيا وأمير قطر سيكونان فى أمريكا لبحث الملف السورى، وإسرائيل حاضرة فى كل ذلك وهى تضغط لاستمرار بقاء النظام المجرم.
هنا يكون السؤال هل تشعر القاهرة ومؤسسة الرئاسة أن دول العالم والإقليم تتعامل مع الملف السورى الذى يشهد تحولات كبرى دون اكتراث بالقاهرة، وهو ما جعل مؤسسة الرئاسة تبحث عن الموقع الخاطئ للوجود فى الملف السورى من خلال المعسكر الخاسر فى تلك المعركة، وهو معسكر موسكو – طهران – حزب الله، أم أنها تسعى لطرح بدائل تكون القاهرة بها حاضرة فى المشهد كبديل عن النظام السورى، وهو ما قيل عن طرح تسهيلات بحرية بديلة للأسطول الروسى فى البحر المتوسط، وما قيل عن احتمالات بناء محور جديد يكون محوره طهران – القاهرة – غزة، هنا لا نريد للقاهرة أن تكون مجرد دافع للفواتير نيابة عن أطراف أخرى لتكون هى وكيلا لها، السياسة الخارجية لمصر بعد الثورة يجب أن تكون أكثر وضوحا وأقل حيرة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة