خرج محافظ الإسكندرية عن صمته ورأيناه يصرخ «أنا اتأخونت ياسعاد»، على طريقة عادل إمام فى فيم كراكون فى الشارع عندما صرخ «أنا شربت حشيش ياسعاد». خرج محافظ الإسكندرية المستشار محمد عطا فى مؤتمر ليعلن أن نائبه حسن البرنس نفذ عملية «أخونة» للمحافظة من دون علمه، واتخذ قرارات بتعيين ورفد مسؤولين بعيدا عن المحافظ. وأنه يسخر إمكانات المحافظة للجماعة وحزبها، ناهيك عن توزيع العطايا والهدايا.
قصة محافظ الإسكندرية المستشار محمد عطا مع نائبه القيادى الإخوانى حسن البرنس، مسخرة سياسية، تكشف لنا عن حالة الفوضى الإدارية والمحلية، وخلطة أخونة مع استهبال سياسى وإدارى..
خرج المحافظ بعد 9 أشهر على توليه مهام منصبه، ليدلى بتصريحات يهاجم فيها نائبه حسن البرنس، ويتهمه بأنه عمل على أخونة الإسكندرية دون علمه، وكشف أن النائب أقوى منه وأنه سخر إمكانيات المحافظة للقيادى الإخوانى حسن مالك، واستعان بسكرتير عام من الجماعة وهمش سكرتير الديوان.
تصريحات المحافظ محمد عطا التى أدلى بها فى مؤتمر صحفى تتجاوز الأخونة إلى «القرطسة» فقد قال إن هناك عملية أخونة واضحة تتم من خلف الستار لديوان عام الإسكندرية، وإنه لم يؤخذ رأيه فى تعيين قيادات بالجهاز الإدارى ينتمون لجماعة البرنس، بل وتم نقل سكرتير عام المحافظة وإسناد المنصب لقيادة بالجماعة. فضلا عن رؤساء الأحياء، كل هذا دون علم المحافظ أو موافقته بالرغم من أنها ضمن اختصاصاته.
المحافظ قال إن نائبه «البرنس» سخر المحافظة لتدعيم جمعية «ابدأ»، التى يرأسها القيادى الإخوانى حسن مالك، بل إنه ينسب إنجازات ومشروعات المحافظة إلى حزب الحرية والعدالة، ومنها مشروع توزيع الخبز، وقد سبق أن اتهم حزب النور نائب المحافظ البرنس بسرقة أفكار الحزب فى توزيع الخبز، لكن المحافظ يكشف عن أن المشروع لا علاقة له بالأحزاب والسياسة..
السؤال المنطقى والطبيعى كيف انتظر محافظ الإسكندرية أكثر من تسعة أشهر ليخرج ويعترض مع أنه صاحب القرار، بل إن كثيرين لم يعرفوا طوال شهور اسم المحافظ، وعرفوا اسم نائبه «البرنس»، ليس فقط لاسمه السينمائى، لكن أيضا لأن كثيرين تصوروا أنه لا يوجد غير النائب.
تصريحات المحافظ تعيدنا إلى مشهد فيلم كراكون فى الشارع، اكتشف المحافظ أن المحافظة تأخونت بدون علمه فصرخ «أنا اتأخونت ياسعاد». وهذا قبل أيام من حركة المحافظين التى يتوقع أن يصعد البرنس محافظا، ويتم إبعاد المحافظ الذى ربما تم وضعه ليحجز مكانا للبرنس، حتى يكبر ويتعلم الإدارة والحلاقة فى «رؤوس اليتما». وهذه ليست أول حالة من «القرطسة» للدولة تديرها جماعة الإخوان، فقد وصلت فوضى «القرطسة» لدرجة أنه بعد تصعيد الدكتور محمد بشر من منصب محافظ المنوفية ليصبح وزيرا للمحليات، ظلت المنوفية بدون محافظ حتى الآن، ويبدو أن المنصب محجوز لقيادة يتم تجهيزها، حتى لو تم ترك المنوفية بلا محافظ.. بينما تم تعيين البرنس نائبا للمحافظ بقرار جمهورى، ضمن عملية كعكة المناصب على قيادات الجماعة، محافظين ونواب وسكرتارية ورؤساء مدن، حتى لو كان بعضهم بلا خبرات أو سوابق فى العمل المحلى. إنها قرطسة الدولة التى تقوم بها جماعة الرئيس، وحزب الجماعة، وتدفع البعض للصراخ «أنا اتأخونت يا سعاد».