سليمان شفيق

تمردوا تصحوا

الخميس، 30 مايو 2013 11:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو كنت فى مكان الرئيس مرسى، لوقعت على الفور استمارة «تمرد» ليس على سبيل المزاح، بل لكى أضرب عصفورين بحجر واحد، العصفور الأول: أن حزب الرئيس يعتقد أنه صاحب الأغلبية، ولذلك سوف ينجح الرئيس ويخرس كل الألسنة، ويمتلك مشروعية شعبية تجعله يحكم بإرادة شعبية، العصفور الثانى: أن يكتسب الرئيس مشروعية شعبية وليست إخوانية تسمح له بالحكم دون هيمنة من أحد، وبذلك يستطيع أن يعيد بناء الدولة من جديد.
لو كنت مكان الشيخ يونس مخيون رئيس حزب النور لوقعت استمارة تمرد لكى أؤكد للجميع أن حزبى يستحق ما حصل عليه من شعبية، ليس بمساندة من هذه القوى الدينية أو تلك، بل هى تعبير حقيقى عن إرادة جماهيرية. لو كنت مكان الفريق أحمد شفيق لتمردت على الخوف والإحساس بالظلم، وعدت إلى الوطن، ووقعت استمارة تمرد فى المطار، معلنا بأننى لن أخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، لكن حزب الحركة الوطنية سوف يتوافق مع الإنقاذ على مرشح واحد، وبذلك يكتسب شفيق مشروعيته من الشعب مباشرة، دون حاجة لبناء مشروعية قانونية من المحاكم، أو من الإعلام الفضائى.. كل تلك التمنيات ليست بعيدة المنال، خاصة أن جميع الفرقاء يعانون الآن من الضعف، وما يحدث الآن «على رأى عمنا سعد هجرس» مجرد توازن للضعف!!
بعيدا عن مشهد توازن الضعف يمتلك الشباب مفاتيح الحل، وأول تلك الخطوات كانت فكرة «تمرد» تلك الفكرة العبقرية، التى فتحت آفاقا أخيرة لإنهاء الأزمة السياسية فى البلاد، بداية التمرد الشبابى أوقف العنف البدنى من جميع الأطراف الإسلامية والمدنية، وأعاد الاعتبار للعمل السلمى، وأكد ضرورة إدارة التعددية بالطرق السلمية، وحاصر بؤر العنف الإخوانية، وامتلك ناصية الرغبة فى الأمان الوطنى والاجتماعى. لكن المشهد لا زال يتطلب المزيد من إلقاء الضوء، خاصة أن عوامل استخدام العنف مازالت تسكن حشا القوى الدينية السياسية، كونها لم تتمرس بعد على التسكين فى البناء الديمقراطى، والأخطر أن معظمها ليست لديه رؤية لمفهوم الدولة الوطنية الديمقراطية الشهيرة بـ«المدنية». وليس ببعيد عن المشهد ما يحدث فى سيناء على وجه الخصوص.. حيث يطل علينا العنف الدينى بجميع رؤوسه التى تشبه رؤوس التنين المتعددة، وأصحاب «الرايات السوداء» الموالون لأفكار القاعدة يكفرون الجميع.
وأذكر فقط بأن النوبيين والأقباط ليسوا بعيدا عن التمرد على حالة الهيمنة القومية والإسلامية، وأن رياح التدويل بدأت تهب من سوريا ومن قبلها ليبيا، والتحالف «البرجماتى» الأمريكى الإخوانى خير نموذج للأقليات الدينية والعرقية، ولم لا.. هل التدويل والاستقواء بالخارج الغربى والأمريكى حلال على التنظيم الدولى للإخوان وحرام على الأقليات، والجميع أفقهم محدود، يمتد من التحرير وصولا إلى الاتحادية مرورا بالمقطم، دون معرفة بأن فيروس التفكك والتقسيم يأتينا مع الرياح القادمة من سوريا. لذلك وكما حدث فى 25 يناير 2011 يلقى لنا الشباب بشكل عفوى وغير مدروس طوق النجاة فى استمارة «تمرد»، فهل نتمرد على ذواتنا الحزبية والفكرية والفقهية قبل فوات الأوان، وحينذاك لن ينفع الإخوان الأمريكان ولن ينفع الإنقاذ التردد، وسيعصف الشباب المتمرد بهما خارج التاريخ.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة