أحاديث وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط خلال الفترة الأخيرة عن أزمة مياi النيل وكيفية تعامل وإدارة النظام السابق معها رغم الأداء المتراجع للسياسة الخارجية المصرية فى أفريقيا وغيرها خلال الثلاثين عاما الماضية، يحتاج إلى مراجعة وإعادة تفكير فى مواقف مبارك مع الأزمة التى لم يتم الكشف عنها فى حينها، وإلا إذا اعتبرنا كلام الدكتور أبوالغيط يأتى فى إطار تلميع وتجميل صورة النظام السابق وصبغه بالصبغة الوطنية وبأنه النظام الذى لم يفرط ولم يتنازل عن سيادة وحقوق مصر فى الأرض والحدود والمياه.
يتحدث أبوالغيط –أو ينسب إليه- أن مبارك لوح بالقوة العسكرية ضد إثيوبيا فى حالة بناء سد النهضة وأرسل تحذيرات مباشرة لرئيس الوزراء الإثيوبى الراحل مليس زيناوى عبر الراحل عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات والذى كان مسؤولا مسؤولية مباشرة عن ملف المياه بأن ذراع مصر طويلة ضد كل من يهدد أمنها القومى وخاصة اللعب فى مياه النيل. نفس التحذير حمله أيضا رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف لإثيوبيا، وزاد عليه بأنه -أى مبارك- إذا كان قد تنازل عن حقه فى محاولة اغتياله عام 95 فإنه لن يتنازل أبدا عن حقوق مصر ولن يصمت تجاه من يهدد شريان الحياة لشعبها وهو نهر النيل.
تفاصيل الأزمة أيام مبارك والتى يكشف عنها الوزير أبوالغيط قد تجعل البعض يفكر ويعيد النظر فى مواقف مبارك الخارجية، فهل كان مبارك أكثر وطنية فى موقفه من السيادة المصرية فى حلايب وشلاتين وسيناء وملف مياه النيل من مواقف النظام الإخوانى الحالى المرتبك والمتوتر والفاشل فى إدارة تلك الأزمات، فإثيوبيا انتهزت الفرصة فى ظل وجود حكم ورئيس ينتمى للتيار الإسلامى التى تقف موقف العداء منه وأعلنت البدء فى بناء سد النهضة فى تحد واضح «لكسر الإرادة المصرية» –كما نشرت بعض الصحف الإثيوبية، وسيناء التى رفض مبارك وجود قوات أجنبية فيها ونشر منظومة التجسس الإسرائيلية على الحدود المصرية.
هل كان مبارك أكثر وطنية من النظام الحالى الذى يحكم مصر؟