محمد الدسوقى رشدى

التجارة الحرام.. يا ولاد الحرام

الجمعة، 31 مايو 2013 09:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البشر أنواع.. بعضهم أهل خير تعرفهم بسيماهم، كما أقر المولى عز وجل فى قرآنه، وبعضهم أهل شر تعرفهم من عيونهم وقلوبهم، وبعضهم بلا طعم ولا لون ولا رائحة، يعيش ليناور ويضحك على الناس، كما تفعل المنتجات التى تخادع حاسة التذوق بمكسبات الطعم والألوان الصناعية.

وبالتطبيق العملى على الأنواع السابقة بترتيب ذكرها.. بعضهم مثل الملايين المطحونة فى شوارع وحوارى مصر، ويتخيل هشام قنديل، رئيس الوزراء، أن كل أزمتهم فى قضية انقطاع الكهرباء هو التكييف، وكأنه سائح أجنبى لا يعرف أن حكومته لا تقطع الكهرباء بالساعات إلا عن مساكن الفقراء التى لا تكييف فيها، ولا أجهزة كهربائية ضخمة شديدة الاستهلاك.. هؤلاء أهل الخير والغلب فى مصر. أما أهل الشر والقلوب التى تم استبدالها بحجارة، فهم كل مصرى بحاجة لأن يصنعوا من أجله إعلانا تليفزيونيا يظهر به طفل معاق، أو مصاب بالسرطان، أو مريض بالقلب يرجوه ويتوسله لأن يتبرع من أجله، أو من أجل المستشفى أو الدار التى تؤويه.

هذا النوع المشكوك فى انتمائه البشرى فى حاجة إلى تحليل نفسى وإنسانى لمعرفة لماذا لا يتحرك وينفق مما أعطاه الله إلا بعد أن يرى ذل أخيه الإنسان مصوراً بدموع الحسرة والكسرة والانهزام، هذا النوع المشكوك فى انتمائه البشرى فى حاجة إلى دراسة لمعرفة لماذا يحتاج إلى كل هذا التكرار الممل والجارح لإعلانات التوسل الرمضانية التى يصنعها بخسة واستغلال إنسانى النوع البشرى الثالث الذى ذكرناه فى أول السطور، ذلك النوع الذى يحيا على خداع الناس بصناعة المشاعر الزائفة، صناع الإعلانات الذين تركوا كل شىء وفرغوا من تجارة السمن والشاى والزيت وترويج سلعهم بخلق الأحلام والتطلعات، وبدأوا تجارة جديدة قائمة على استغلال حاجات وأمراض البشر، وتداول ضعفهم الإنسانى وعجزهم على أنه سلعة يقدمونها للمشترى مقابل الحصول على الدعم المالى اللازم.

أى بشر هؤلاء.. أى بشر يصنعون تلك الإعلانات التجارية الرخيصة الخاصة بدور الأيتام، ومستشفيات الأمراض والسرطان، ومؤسسات رعاية المعاقين والأطفال.. وأى بشر هؤلاء الذين ينتظرون حتى يصل الحال بفقراء الوطن ومرضاه وأطفاله ومعاقيه إلى التوسل، وفتح أبواب العيون لدموع الذل والانكسار، حتى يعطوا الصدقات أو التبرعات. وأى دولة هذه التى تسمح لتجار السلع الغذائية بأن يحولوا أطفالها ومرضاها وفقرائها لسلعة يتاجرون بها من أجل الحصول على دعم مالى، أى كرامة أو عزة لوطن لا ينفق أثرياؤه إلا بعد أن يروا دموع طفلة حليقة الرأس ذابلة العيون والملامح بسبب السرطان.. أى كرامة أو عزة أو شرف لدولة لا يتحرك كبار مسؤوليها أو رئيسها لمنع إعلان يظهر به طفل معاق ذهنيا وهو يطلب المساعدة من أهل الخير حتى يجد مكانا يؤويه. وأى صدقة أو تجارة مع الله تلك التى تأتى عبر التجارة بأوجاع وآلام البشر، ألهذه الدرجة لا تفهمون ربكم، ألهذه الدرجة لا تفهمون أن ما بأيديكم ليس لكم، ألهذه الدرجة لم تفهموا أن ما تمنحونه للفقراء ولذوى الحاجة ليس من جيوبكم أو بيوت آبائكم!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة