على عكس كثيرين لا أرى فى تصريحات كابتن حازم أى نوع من التصريحات المسيئة والمثيرة، خاصة تلك التى يصف فيها الفريق أول السيسى بأنه ممثل عاطفى. فالرجل ينطلق من فكر العصر الرومانسى، والعاطفى للقراءة والنصوص. فضلاً عن كون الكابتن حازم فى حد ذاته واحدا من أكبر الممثلين العاطفيين فى تاريخ السياسة المصرية. ويمتلك قدرات فائقة على رص كلام وجمل إسمية وفعلية، وقول الكلام وعكسه فى نفس واحد. وهو أمر يجلب الكثير من التسلية والفكاهة فى عالم السياسة المتجهم. وربما يكون الأكثر إثارة للدهشة، هو وجود مؤيدين ومريدين يهيمون تأييداً فى النموذج النادر لكابتن ماجد وقدرته على إثارة الغموض والتشتت داخل الأحداث الهمايونية.
ولأننا لسنا فى وضع طبيعى يسمح باستخدام العقل والمنطق، ولأننا نعيش وضع «توكشوى» فوضوى يلمع فيه كل ما هو عكس القواعد، وضد قوانين الفيزياء والكيمياء. فإن الحاوى يمكنه أن يشد الأنظار أكثر من العالم، بل إن لقب عالم أصبح يطلق على من لم يخترع شيئا، ولكن على من يخترع شتيمة.
وكابتن ماجد نفسه يشعر بالفخر من قدرته على إعلان الشىء وضده، فهو يقول إنه إخوان لكنه ليس تماماً، وأنه كأن لم يكن معهم حتى لو جلس معهم، ويبدى فى تصريحاته انتقادات لأمريكا والسى أى إيه، مع أنه اعترف بأنه اعتاد السفر للولايات المتحدة مع أخواته ووالدته يرحمها الله، وعندما تفجرت قضية جنسية والدته، قال إنه رفع دعوى يطلب فيها نفى ما هو منفى، مستنداً لقاعدة يقررها أعداؤه الأمريكان بعدم تقديم معلومات عن المواطنين الأمريكيين.
ولا نزال نتذكر كيف دعا كابتن ماجد لمظاهرات محمد محمود ولم يذهب وتسبب فى سقوط ضحايا، وفى العباسية ظل يشحن ويدعو لكنه اختفى بينما المدعوون لينالوا نصيبهم. وفى الإسكندرية كانت قضية نسيان الشاحن واحدة من أطرف حكايات النضال «الكارت والخط». ونتذكر عندما تمطع وأصدر بيانا ميتافيزيقيا سرياليا على صفحته الإلكترونية فى فبراير الماضى عندما تفشحطت الأحداث عن «اللحظات الضخمة، ورسوخ منع التصرف اللازم لزوما حاليا والكافى بالفعل لتجنب المخاطر.. ويلزم عمله عاجلا وعدم المعالنة بإيضاح أكثر من هذا ولا أكثر تفصيلاً.. واعتاد كابتن حازم على إطلاق خربشات باليوسية تدخل ضمن ترهات الأدلجة المربعة، وهسهسات التوقد السنكوجرافى، وعليه ومن أجله، فإن تصريحات الكابتن حازم تدخل ضمن هذه المنظومة الفكرية الدائرية، ومنها تصريحاته عن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، واصفًا إياه بالممثل العاطفى، لأنه قال: «إن الجيش المصرى جيش وطنى عظيم وشريف وصلب، ولا تقلقوا على بلدكم مصر»، وهى تصريحات يراها كابتن حازم محاولة لإعادة الجيش للصورة، وأغضبه أن بتوع الصحف وبتاع يمدحون الجيش.
حازم كأنه يتحدث عن جيش دولة معادية ويطالب الجيش أن يعلن أنه يعمل تحت قيادة الرئيس، وكأنه لا يعرف أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.
لكنه كابتن حازم، الذى يعتقد ما هو خارج الاعتقاد، ويبنى عليه استنتاجات سريالية تكعيبية عاطفية تدخل ضمن التسالى السياسية «كارت وخط وبتاع».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة