سعيد الشحات

هل يكره الإخوان عبدالناصر حقاً؟

الإثنين، 06 مايو 2013 07:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرف صحفيا إخوانيًا، سألنى بعد الخطاب الأول للدكتور محمد مرسى فى ميدان التحرير: «إيه رأيك، أظن الرئيس مرسى بيقرب من حالة عبدالناصر؟»، نظرت إليه مندهشا قائلاً: «إنت بتقارن عبدالناصر كده بمرسى فى السر، تقدر تقول كده فى العلن؟»، فواصل ضاحكا: «أنت بتمسك لى على الواحدة؟».
كان سؤاله تلقائيا وقاله فى فورة حماس، والغريب أننى بعدها بأيام قليلة، التقيت مع عضو مجلس الشعب «الإخوانى» عن دائرتى، فسألنى نفس السؤال، وفى حوارات الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل مع الإعلامية لميس الحديدى، ذكر أنه قال لمرسى فى لقائه به بقصر الاتحادية: «سأغمض عينى وأتصور أننى جالس أمام جمال عبدالناصر رغم أنك قلت الستينيات وما أدراك ما الستينيات»، فرد مرسى ضاحكا: «ماكنوش كلمتين».
شغلتنى هذه الحالة، وافترضت فيها سؤالا: «هل يكره كل الإخوان جمال عبدالناصر حقا؟، هل ينظرون جميعا إلى كل إنجازاته بوصفها خرابا ودمارا كما يعبر عن ذلك أحد قادتهم مثل الدكتور عصام العريان؟ ولماذا يعز عليهم أن يذكروا إيجابية واحدة فى حق الرجل؟ وهل يظنون أن التمسك بأسطوانتهم القديمة ضده لا تزال تجد صداها لدى الشعب المصرى، خاصة بعد أن ظهرت ممارساتهم فى الحكم أمام الكل؟».
لا أستطيع أن أقدم إجابة شافية حول ذلك، ولم أجد تفسيرا لها سوى أن عبدالناصر يطاردهم سرا وعلنا، والأهم فى ذلك أنهم يضبطون أنفسهم على أسطوانة واحدة فى النظرة إلى الرجل رغم مرور 43 عاما على رحيله، وحدثت فى هذه السنوات متغيرات كثيرة، وظهرت وثائق، وقيلت شهادات عن طبيعة الصراع بين جماعة الإخوان وثورة يوليو فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى.
قال الدكتور محمد مرسى، فى عيد العمال وهو فى مصنع الحديد والصلب بحلوان، إنه سيستكمل ما بدأه جمال عبدالناصر، وذكر اسم الدكتور عزيز صدقى وزير الصناعة فى عهد عبدالناصر الذى نفذ مخطط التصنيع الهائل، فدوت القاعة بالتصفيق المدوى، ولو تأمل الإخوان ذلك لعرفوا أن هذا استفتاء على منجزات الرجل، بالرغم من مرور 43 عاما على رحيله، مما يعنى أن أسطوانتهم المعهودة بدمغ مرحلته بكل السخائم يستقبلها الناس بأذن ويخرجونها من الأذن الثانية، ولا يعنى ذلك أن تلك المرحلة لم تحمل سلبيات.
فى تفسير ما حدث من مرسى، قال البعض إنه لم يتوقع أن يرى هذا الصرح بكل هذا الشموخ، وربما كان يظن أنه سيجد كيانا أقرب إلى الورشة أو يكبرها قليلا، ولما صدمته المفاجأة قال ما قاله دون إعداد مسبق، وربما تجد لهذا الاعتقاد رجاحة حين تتابع تعقيب كتابات صحفيى الإخوان حول ذلك، فبدلا من الاعتراف بما قاله مرسى، استدعوا الأسطوانات القديمة التى تتحدث عن عبدالناصر، وكأنه لم يفعل شيئا لصالح مصر، مما يقودك إلى شيئين، الأول أن الرجل خرج عن النص الإخوانى فأحدث لهم ارتباكا، أو أنه قال كلامه فى محاولة لكسب شعبية لدى البسطاء الذين يحنون لعبدالناصر كقيمة ورمز، ولما وجدوا أن هذه المحاولة تشطب كل ما تحتوى عليهم أسطوانتهم، سنوا أقلامهم لوقف هذا الخطر الكبير عليهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة