هنيئا لنساء مصر بحدوتة الدب الأسطورة «هانى».. طوبى لأعضاء الحركات النسوية بما قدمه لهن العاشق القاتل «هانى» من مادة يمكن استخدامها للتندر واستخراج المزيد من النكت للانتقام من المهووسين بذكورتهم، والواهم بأن احتواء خانة النوع فى بطاقته الشخصية على لفظ ذكر أمر كفيل بأن يمنحه درجات أعلى فى سلم الحياة الاجتماعية المصرية على حساب النساء.
«هانى» ودون أن يدرى انتقم لكل نساء مصر، هزم المجتمع الذكورى، و«زنقه» فى «كورنر» الإحراج، أو بمعنى أصح وضع كل رجل مصرى يسير فى الشوارع على طريقة يا أرض اتهدى ما عليكى أدى، متخيلا أن جهازه التناسلى يمنحه الحق فى معاكسة هذه والتحرش بتلك، أو ضرب زوجة أو استعباد أخت، فى حجمه الطبيعى.
الدب الأسطورة «هانى» ودون أن يدرى و«على بلاطة كده» أعطى كل شاب أو رجل من هواة احتلال النواصى والتوهم بأن كل رجل مصرى فى حد ذاته فرصة عظيمة يجب على المرأة أن تغتنمها بغض النظر عما تحتويه الفرصة من أمراض وعقد اجتماعية درساً قاسياً.. وهل هناك درس أقوى من أن يكتشف المجتمع المصرى أن «دبا» محبوسا داخل قفص بحديقة الحيوان لا يتجاوز عمره 7 سنوات تقاتل بسببه 3 من إناث الدببة فى معركة انتهت بمقتلهن جميعا من أجل هدف واحد.. هو الفوز بهانى؟، بينما يعيش «الذكورى» البشرى المتقمص لدور «عنتر» حياته وهو يحلم بأن يصل إلى مرتبة «زير النساء» حتى وإن لم يدخل «زيره» هذا سوى امرأة واحدة بالصدفة.
الإناث الثلاثة «فرح» 11 سنه و«نبيلة» 13 سنة، و«لولو» 4 سنوات، تقاتلوا وودعوا حياتهن فى مقابل نظرة من الدب الأسطورة «هانى»، وحدث هذا فى زمن يتجمع ويتقاتل فيه عشرات الذئاب البشرية الذكورية على الفتيات والنساء فى عز الضهر من أجل الفوز بلمسة أو إلقاء لفظ تحرشى على مسامع فتاة ربما تكون أخته أو فى عمر والدته.
المقارنة هنا تفرضها الطرافة، وتجعلها السخرية من تضخم ذات المجتمع الذكورى المصرى واجبة، لأن قصة الأسطورة «هانى» حملت فى باطنها الكثير من الدلالات التى نحتاجها لعلاج الأمراض الذكورية التى أصابت المجتمع المصرى، وجعلتنا نسمع إحصائيات عن تعرض %80 من نساء مصر للتحرش، وقصصا تخلو من الشهامة والرجولة عن رجال وشباب وقفوا ساخرين وصامتين وهم يشاهدون حوادث تحرش ونساء تستغيث وتذهب إلى أقسام الشرطة للدفاع عن شرفها وحرمة جسدها فلا تجد سوى مباغتة ذكورية تحملها مسؤولية التحرش مرة بسبب ملابسها وأخرى بسبب مشيتها وثالثة بسبب رائحة عطرها.
قصة «هانى» دلالة لكل هؤلاء اللاهثين خلف النساء فى الشوارع أن حيوان واحد وطبقا لمقاييس الذكورة التى تخبرهم أن الرجل الأقوى هو القادر على الفوز بنساء أكثر، تفوق عليهم وهزمهم بحسرتهم حينما جلس مثل الملك ليشاهد هذا الاقتتال النسوى من أجل الفوز به.
حدوتة «هانى» فيها من العبرة والعظة والنكت ما يدفع المتحرشين والواهمين بأن نوعهم يمنحهم أفضلية عن النساء إلى الوقوف أمام المرايا ومراجعة تصوراتهم عن أنفسهم لكى يكتشفوا أن حصر تفكيرهم فى المناطق السفلية وغرائز الأعضاء التناسلية لن يفيدهم حتى فى مقارنة مع الحيوانات التى يفوز ذكورها دوما بأكثر مما يحلم به ذكور النواصى والمتحرشين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة