عشت محنة قطع أهالى قرية كفر أبوجمعة طريق مصر- إسكندرية الزراعى يوم الأحد الماضى، لجأ الأهالى إلى هذا الأسلوب احتجاجا على اختطاف طفلة فى الثالثة من عمرها من ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة.
طلب المختطفون فدية قدرها 20 ألف جنيه، فذهبت الأم بالمبلغ لكن الخاطفين لم يذهبوا، وعلى أثر ذلك خرج الأهالى ليعبروا عن احتجاجهم بقطع الطريق، اختار المحتجون طريقة تعبير تجبر الأجهزة المعنية على التدخل والبحث عن الطفلة المختطفة، والقبض على الخاطفين.
كنت فى طريقى المعتاد يوميا من مقر إقامتى فى طوخ قليوبية إلى مكان عملى فى «اليوم السابع» بالمهندسين، المسافة من طوخ إلى الطريق الدائرى لا تزيد على 25 دقيقة فى ظروف المواصلات الطبيعية، لكنها فى هذا اليوم امتدت من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء، أى أنها استغرقت 6 ساعات كاملة.
لم يقتصر الأمر على قطع الطريق وفقط، وإنما شمل قطع السكة الحديد فتوقفت القطارات ليكتمل شلل رحلة دخول القاهرة والخروج منها.
فى رحلة البحث عن مخرج، لجأ الناس إلى إزاحة الحواجز الخرسانية الضخمة التى تفصل الطريقين من وإلى القاهرة، لفتح حواجز مرورية للعودة، فصار الطريق فوضى كاملة، السيارات فى اتجاه بعضها، والعائدون فى مواجهة الذاهبون، وكانت القرى المطلة على الطريق ملجأ لهروب السيارات والسير فى شوارعها وعلى الطرق الترابية أمام الحقول.
بحثت سيارات كانت متجهة بمسافرين إلى المطار عن طريق للعودة بعد أن فات موعد السفر، ولم يؤد ما حدث إلى التعطيل عن العمل وقضاء المصالح فحسب، بل كان هناك مرضى يتوجعون وطلاب يصرخون، لا أحد يعرف ما إذا كان وراءهم امتحانات فى جامعاتهم أم لا؟
كان ذلك يحدث والسؤال على لسان الجميع، ماذا تفعل أجهزة الدولة فى أزمة بهذا القدر؟ فلا أجهزة أمنية موجودة، ولا أجهزة محلية، ولا حضور للمحافظ، ولا شىء يدل على أن هناك دولة تتحرك للتعامل مع الموقف، تركت الحكومة الأزمة وجلست فى مكاتبها وكأن لا شىء يحدث، مما أدى إلى كم كبير من الشتائم والسباب ضد المسؤولين، وكان للدكتور محمد مرسى نصيب كاسح من الهجوم والغضب بوصفه رئيسا للجمهورية: «يجى مرسى يشوف، هى دى أيامك يا مرسى كلها نحس، فين وزير الداخلية، فين هشام قنديل»، ردد الناس هذه العبارات الغاضبة دون توقف، وكان للثورة نصيب: «هى دى الثورة واللى عملته».
فى هذا الجو الخانق كان المجال خصبا لإطلاق الشائعات الغريبة، والاجتهادات الحرام، ولأنه كان يوم عيد القيامة المجيد، اجتهد البعض فى الربط الخاطئ بين العيد وبين قطع الطريق، تساءلوا: «مش يمكن يكون الحكاية دى عملها الناس اللى بتقول أن تهنئة المسلمين للمسيحيين فى عيدهم حرام؟»، كان ربطا عجيبا يدل على عقلية المؤامرة التى قد يفكر بها البعض فى مثل هذه الأزمات، والتى قد ترتب نتائج كارثية يساعد عليها أجواء الفوضى.
أغرب الشائعات قالها رجل يرتدى جلبابا: «بلد حمدين صباحى هى اللى عمله القلق ده كله، هى اللى أهلها قاطعين الطريق»، فرد عليه قريبى وكان معى فى السيارة: «يا معلم حمدين من كفر الشيخ مش من هنا»، فنظر إليه الرجل قائلا: «إمال فيه ناس بتقول كده ليه؟».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة