من باب الاستفادة من تجربة البرازيل فى التنمية، ومن منطلق العلاقات الجيدة مع تلك الدولة اللاتينية المهمة، هل يمكن أن يدعو الرئيس مرسى أثناء زيارته الحالية الرئيس البرازيلى السابق لولا دا سيلفا واستضافته فى مصر لفترة من الزمن يشرح خلالها كيف نجح فى التحول الاقتصادى والاجتماعى الضخم فى دولته فى 8 سنوات، ويقدم بالشرح والتفصيل للمسؤولين المصريين الخطوات والقرارات التى اتخذتها حكومته لتنفيذ برنامج النهضة الاقتصادية، ومعالجة الفقر والخروج من شبح الإفلاس؟
الرئيس البرازيلى السابق الذى لم يحصل على شهادة الابتدائية حقق المعجزة بإرادة شعبية، ورغبة عارمة من الشعب البرازيلى لتحقيق النجاح الذى لم يكن ليتحقق إلا بوجود «زعيم» برتبة رئيس مناضل، لديه تاريخ طويل من العمل السياسى والنقابى، والأهم أن لديه إرادة سياسية للنجاح، وتحقيق النمو والتقدم، وهدفا وحيدا هو مصلحة البرازيل وليس مصلحة الجماعة. «لولا» مكث فى الرئاسة ثمانى سنوات، لم يتربح لنفسه ريالا واحدا- العملة البرازيلية- على الإطلاق، وامتلك عزيمة قوية للنجاح، وكاريزما جعلت من الرئيس الأمركى أوباما يقول عنه: «لولا هو السياسى الأكثر شعبية على وجه الأرض».
7 خطوات اتخذها «لولا» بكل عزيمة وإرادة للخروج بالبرازيل من الإفلاس والجوع والفقر والضياع، رغم معارضة رفاقه الاشتراكيين.. بدأ فى تنفيذ برنامج التقشف، وأعلن أن سياسة التقشف هى الحل الأول والأمثل لحل مشاكل الاقتصاد، وطلب دعم الطبقات الفقيرة له، والصبر على هذه السياسات، وقد كان له هذا بسبب شعبيته ونجاحاته المتتالية. وقد أدى برنامج التقشف إلى خفض عجز الموازنة، وارتفاع التصنيف الائتمانى للبلاد. ثم تغيير سياسات الإقراض وتوفير تسهيلات ائتمانية، حيث تم تخفيض سعر الفائدة من %13.25 إلى %8.75، وهو ما سهل الإقراض بالنسبة للمستثمرين الصغار، ومن ثم أدى ذلك إلى تسهيل إقامة المشروعات الصغيرة، وتوفير فرص عمل، ورفع مستوى الطاقة الإنتاجية والنمو، وهو ما ساهم بشكل عام فى حل مشكلة الفقر. وتشير الأرقام إلى أن نصف سكان البلاد زاد دخلهم خلال العقد الأخير بنسبة %68. أما الخطوات الباقية وبإيجاز فكانت التوسع فى الزراعة، واستخراج النفط والمعادن، والتوسع فى الصناعة، وتنشيط قطاع السياحة. وتبقى الإشارة إلى الجانب اليسارى من خطة الإصلاح الاقتصادى، وهو الشق المتعلق بالإعانات الاجتماعية ورفع مستويات الدخل.