«عندما يخطئ الغبى يدّعى أن هذا واجبه»، كما قال برنارد شو. وعندما كان كليمنصو «1841 - 1929» رئيساً للحكومة الفرنسية وفى إحدى المرات وجه له أحد معاونيه لوما لأنه اختار شخصاً غير مؤهل فى منصب مهم، فقال له: وهل تعرف من هو أكثر منه بلادة وأشد غباء ليتولى هذا المنصب؟.
وبسبب الغباء والأغبياء، تتكرر الأحداث والخطابات، وتعليمات ووعود الرئيس. تتكرر اجتماعات مجلس الوزراء الموسعة والضيقة، وتتكرر الأزمات كهرباء سولار مرور أمن، بلطجة قطع طرقات.
فى أى اجتماع للحكومة يمكن بدون عناء أن نعرف ما الذى سوف يناقش، والتصريحات التى سوف تصدر عن الاجتماع، سواء كان اجتماعاً موسعاً، أو لمجموعة اقتصادية أو لمجلس محافظين. وإذا اجتمعت الحكومة مع الرئيس توقع أن تسمع عن تعليمات الرئيس للحكومة حول محدودى الدخل والعدالة، ومواجهة الفقر وإعادة النظر فى الدعم، وحوار مجتمعى، سوف تتحول إلى كلمات مأثورة.
ولا ننسى الحديث عن السعى لتنفيذ برنامج الرئيس الانتخابى. وهو البرنامج الذى تحول من كثرة الحديث عنه إلى فلكلور، لا البرنامج تم تنفيذه ولا التعليمات المتتالية أدت إلى تنشيط الحكومة لتنفيذه، ولا تبدو هناك أى نية للتعامل مع برنامج الرئيس كحدث واقعى، بعد أن تحول إلى خيال، مثل النهضة وما تم الإعلان عن تنفيذه من البرنامج كان مجرد تصريحات فى الهواء، أو للاستهلاك المحلى الإعلامى، ولا أحد صدق هذا البرنامج ولا الوعود التى تلته، مثلما سوف ينتهى الاجتماع اليوم بتعليمات صارمة، لن تتجاوز عناوين صحف الحكومة.
فى مصر فقط يحدث هذا، وفى مصر فقط تتكرر الأحداث حتى كأنها شريط فيديو معاد، والناس لم تعد تصدق أن الذين عجزوا شهوراً عن إنجاز الواجب يمكنهم إنجاز الواجب مضاعفاً.
هذا الكلام الغامض عن العدالة ومواجهة الفقر، يبدو متأخراً جداً، الفقر نتيجة لسياسات عشوائية، وقرارات اقتصادية لاعلاقة لها بالنظام السياسى والاقتصادى، ولا تمت بصلة إلى أى اتجاه. لا تكافؤ فرص فى التعليم والعلاج ولا فرص عمل حقيقية، ماتزال الواسطة قاعدة، والفرص استثناء. فهل لدى الرئيس الوقت أو الجهد للإنصات إلى أرقام وتقارير غير الأرقام الكاذبة التى يلوكها رجال الحكومة والوزراء كأنها «لبانة» عن الإنجازات الوهمية.
لا نظن أن الرئيس لديه الوقت ليعرف، هو فقط يرأس الاجتماع إثبات وجود أكثر منه رغبة حقيقية فى الفعل. الكثير من القضايا التى تحتاج الواحدة منها إلى أيام من المناقشات والى خبراء وليس مجرد ببغاوات يقولون ما يريدون أن يسمعه الرئيس.
مجرد أحاديث عامة عن الدعم والعدالة والفقر، وارتفاع البترول والدولار. يقولون كل شىء ولا يقولون شيئاً. ويبقى الحال على ما هو عليه.
ـ فى مصر فقط يمكن للمواطن أن يسافر عدة سنوات ويعود ليجد بالوعة أو حفرة فى منتصف طريق رئيسى ما تزال مفتوحة، والأغبياء فقط يراهنون على نتائج مختلفة، من تكرار نفس الأفعال.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة