كريم عبد السلام

اعتزال الدكتور أيمن

الإثنين، 10 يونيو 2013 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أظن أن الدكتور أيمن نور قادر على تنفيذ تصريحه الجرىء باعتزال السياسة، والذى أعلنه للزميل وائل الإبراشى فى الحلقة الخاصة من "العاشرة مساء" حول اللقاء "السرى المعلن" بينه وبين الثنائى الشاطر وموسى.

تقديرى أن الدكتور أيمن كان غاضبا فى لقائه مع الإبراشى، أو لنقل أنه كان يقدم الغضب، وأنه بعد انتهاء التسجيل، هدأ وعاد إلى بيته يتأمل حصاد مكاسبه وخسائره خلال الأيام الأخيرة، وقرر معاودة نشاطه السياسى بفاعلية أكبر وحماس أشد، ربما لأن الكثير من المهام الرفيعة فى انتظاره خلال المرحلة المقبلة، أو لأنه سيقتنع بأن مكاسبه أكبر من خسارته، خسر قليلا على مستوى الحضور فى الشارع، لكنه كسب كثيرا من الأرض لدى الفصيل الحاكم.

سيبتسم الدكتور أيمن لنفسه عندما يسترجع كلامه الحماسى للإبراشى: "سأعرض على الجمعية العمومية لحزب غد الثورة اختيار زعيم جديد خفلا لى، وسأتفرغ للعمل الحقوقى والمحاماة، بعد أن امتلأت الساحة السياسية بالصبية والأقزام والشتائم والأكاذيب"، سيتنهد وسيقول لنفسه: اهدأ يا أبو النور، منذ متى لم تكن الساحة السياسية المصرية خالية من الصبية والشتائم والأكاذيب، وهل يمكن أن تتخلى عن الحزب الذى صنعته على عينك وناضلت دونه العملاء والمخبرين؟ وهل يستطيع أن يقوده غيرك؟ الانفعال كان مناسبا للتصوير أما السياسة فكتلة من الأشواك المشتعلة، تحتاج إلى عقل بارد وقلب ميت.

الحديث الذاتى للدكتور أيمن، سيمتد وسيعرج على مرحلة الفوضى والسيولة التى تمر بها البلاد، "من غيرك يا أبو النور يستطيع التعامل مع هذا الانفلات السياسى؟ من غيرك يجيد صنع المسافات المتساوية بالمازورة مع جميع الفرقاء؟ من غيرك يغيظ بتحركاته المحسوبة سياسياً الانفعاليين فى المعسكرات المتحاربة؟ ألا يذكرونك باحتقان القاهرة فى الستينيات أمام تحركات الملك حسين؟ من منهم يملك مهاراتك السياسية أو قدرتك على التفاوض، أو مبادرة معسكرات المختلفين؟ من منهم يستطيع الانتقال بين كرات اللهب ومواقع الألغام؟ هؤلاء إما هواة أو محدثو سياسة أو أيديولوجيون غاضبون، وجميعهم لا يستطيعون اتخاذ القرار بالنقلة السليمة على مربع الشطرنج السياسى، كلهم إما مات ملكه أو على شفا حفرة من الموت، بينما يتحصن مليكك جيدا وراء كامل جيشه بفضل حنكتك ومهارتك الفائقة.

قرار الرجوع عن الاعتزال ليس صعبا ولا غريبا، فالطبيعى أن المصريين ينسون بسرعة، خاصة وأن الإعلان عنه لم يتم بشكل رسمى، ولا يمكن أن يحاسبك عليه أحد قانونيا أو حتى سياسيا، وحتى لو استخدمه خصومك وكارهوك، تستطيع التراجع عنه تحت ضغوط أعضاء الحزب الذين نظموا مسيرة من المقر الرئيسى حتى باب بيتك..هأ هأ هأ. . أنت فعلا الملك يا أبو النور.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة