فى كل قرار للرئاسة أو تصريحات للجماعة أو تحركات سياسية للحزب أو اجتماعات سرية أو حشود لميلشيات الإخوان للاعتداء على المتظاهرين والنشطاء، الكل يتحسس عقله ويبحث عن خيرت الشاطر ويسلط أضواء الشك والاتهام للرجل الأقوى فى الجماعة والحزب، البعض يراه مثل «أمير الظلام»، أو «الأب الروحى» أو «الرئيس الفعلى» الذى يخطط ويدبر وبيده القرار الأول والأخير، والرجل الذى يرجع إليه الجميع فى أخذ النصيحة والمشورة أو تلقى التعليمات والواجبات التى قد تصيب أو قد تخطئ، دون نقاش أو مجادلة.
هناك يقين بات مؤكداً لدى المهتمين بشؤون السياسة والحكم فى مصر بأن الشاطر هو المحرك للأحداث والفاعل فيها وهو الرئيس الذى يجب الذهاب إليه والتفاوض والاجتماع معه فى العلن بغض النظر عن منصبه غير السياسى ووضعه العرفى فى المشهد السياسى المصرى، فهو نائب المرشد لجماعة غير سياسية و«محظورة» فى الوقت نفسه، ولا يحتل أى منصب سياسى يؤهله للقاء الأحزاب والقوى والحركات والشخصيات السياسية، ولكن لأن هناك أمرا واقعا مفروضا الكل مضطر أن يتعامل معه رغم رفضه له، فلا مناص من الاعتراف بالشاطر وسطوته وهيمنته على كافة مقاليد الجماعة الحاكمة والحزب التابع لها بما فيها الرئاسة المنبثقة عنها.
هناك من يعتقد فى خيرت الشاطر أنه الأكثر خبرة ودراية بالممارسة السياسية بحكم تربيته السياسية اليسارية وعضويته فى منظمة الشباب فى الستينيات ونشاطه السياسى فى كلية الهندسة بالإسكندرية ثم انضمامه للجماعة بطموح جامح لا يقدر على الوقوف أمامه أحد يدعمه أعمال «البيزينس» والتوسع فى النشاط التجارى فى عهد مبارك حتى أصبح أحد كبار رجال الأعمال الجدد ووكيل عدة علامات تجارية من الخارج وخاصة تركيا. كل ذلك لا يعنى سوى أنه هو الرجل الذى يمكنه إنقاذ مصر الآن قبل الدخول فى حرب أهلية يغرق الجميع فيها، فهو المفاوض الأول فى الفترة الماضية مع أغلب التيارات السياسية وعدد من قادة المعارضة والحركات الثورية ودون ضجيج أو إعلان حتى اللقاء السرى الأخير مع عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر وعضو جبهة الإنقاذ الذى أثار لغطا سياسيا وكشف عن الحضور الأكيد للشاطر فى صناعة القرار السياسى والرئاسى فى مصر، فالشاطر التقى الجميع منذ قيام ثورة يناير تقريباً من المجلس العسكرى إلى 6 أبريل وشباب الثورة إلى رموز التيار المدنى إلى عمرو موسى.
الشاطر عليه أن يزيح الستار عن الغموض الذى يحيط به وبالظلام السياسى الذى يتدثر فيه ويخرج للناس ويعلن أنه الرجل الأقوى والرئيس الفعلى والزعيم الحقيقى للجماعة الذى يأمر فيطاع ويتحدث ويصمت من حوله ويقدم أفكاره ويطرح حلوله للخروج من المأزق والكارثة التى نعيشها الآن ويمتلك شجاعة الفرسان ويتخلى عن حالة الاستكبار والعناد والتجاهل ويعلن استعداده للتفاوض الجدى والحقيقى لقبول مطالب المعارضة لإنقاذ البلاد من شفا الحرب الأهلية، وإذابة حالة الاحتقان التى نعيشها الآن وحتى 30 يونيو. فالوضع خطير للغاية إذا لم يتدخل الشاطر ويعلن أن «الرئيس» قرر تشكيل حكومة ائتلاف وطنى وتعيين نائب عام جديد بواسطة مجلس القضاء الأعلى وتشكيل لجنة لإعداد دستور جديد والتفاوض حول إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة