القضية ليست فى اختيار شخص لمنصب وزارى معين، وإنما فى المهمة التى جاء من أجلها، والمخطط الذى ينفذه وفقا لخطة واستراتيجية ورؤية النظام الحاكم. وزير الثقافة الحالى علاء عبدالعزيز جاء بناء على خطة الإخوان لتدمير الثقافة المصرية وتغيير الهوية الثقافية والحضارية لدولة فشل كل الطغاة والغزاة على مر السنين فى تحقيق ما يسعى الإخوان إليه، من خلال تعيين وزير لا تاريخ له ولم «يظبط» متلبساً فى جلسة ثقافية، ولم يشارك فى ندوة، وكل ما يتردد عنه أمور شخصية لا تمس سيرته العلمية أو الثقافية، الإخوان خططوا للاستيلاء على وزارة الثقافة بعد الإعلام، وجاءوا بالشخص المناسب المنتمى للإطار العام لتيار الإسلام السياسى من خلال حزب التوحيد العربى تحت التأسيس والمنشق عن حزب العمل الإسلامى بقيادة عمر عزام المعروف بمرجعيته الدينية، والهدف واضح هو تغيير الهوية الثقافية المصرية التى تمثل قوة مصر الناعمة أو ما تبقى منها فى دول العالم الثالث الذى ارتبط بمصر من خلال مثقفيها وفنانيها ومبدعيها وإنتاجها الثقافى والإبداعى والفنى، بما فى ذلك علماء الأزهر الشريف، وهو- فى ظنى- أخطر من تغيير الهوية السياسية بوصول تيار الإسلام السياسى للحكم وعلى رأسه الإخوان، مثلما فعل الاحتلال الفرنسى فى البلدان التى احتلها، فقد ركز فى احتلاله على ربط سكان تلك الدول بثقافة الاحتلال ولغته، وهو ما تزال تعانى منه هذه الدول إلى الآن رغم زوال الاحتلال منذ عشرات السنوات.
الوزير بدأ فى تنفيذ مخطط الإخوان بمقصلة لقيادات الوزارة فى جميع القطاعات فى الأوبرا وفى الهيئة العامة للكتاب وفى قطاع الفنون التشكيلية والمجلس الأعلى للثقافة، وأخيراً دار الوثائق والهيئة العامة للكتاب، وهو ما أثار خوف المؤرخين وأساتذة التاريخ من محاولة الإخوان لطمس تاريخ وذاكرة مصر وإخفاء الوثائق التى تفضح وتكشف جرائم الإخوان، إضافة إلى وثائق نادرة وخرائط ترسيم الحدود.
القضية فى غاية الخطورة، وصيحة المؤرخين والمثقفين بضرورة حماية عقل مصر وذاكرتها ووثائقها وأوراقها القديمة من غزو التتار الجدد هى صيحة تحذير جادة لكل من يعنيه أمر هذا الوطن وتاريخه المعرض الآن للضياع والإخفاء والطمس فى إطار مشروع «الأخونة»، فقرارات وزير الثقافة بإنهاء ندب كل من الدكتور عبدالواحد النبوى، مدير الدار ونائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس الإدارة المركزية لدار الوثائق القومية، والدكتور محمد صبرى الدالى، رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية، والدكتورة إيمان عز الدين، المشرفة على المكتبة التراثية بدار الكتب بباب الخلق، والدكتورة نيفين محمد محمود، المشرفة على جودة الأعمال الفنية بدار الوثائق، يمكن الإخوان من أوراق حسن البنا ووثائق جمال عبدالناصر، وخرائط ومفاوضات ترسيم الحدود وغيرها من الوثائق المهمة الإسلامية والمسيحية واليهودية.
هناك حالة من الشك والريبة فيما يقوم به الوزير المنفذ لسياسة الإخوان وذراع تحطيم الثقافة وتغيير الهوية المصرية تحت شعار «محاربة الفساد».
ثروة مصر القومية فى خطر حقيقى والمطالبة بتدخل المؤسسة العسكرية مطلب أصبح ضروريا فى هذا التوقيت الصعب، فهى المؤسسة الوطنية القادرة الآن على حماية هذا الوطن من الضياع على أيدى الإخوان وأتباعهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة