ناجح إبراهيم

وماذا بعد.. ؟!

الثلاثاء، 11 يونيو 2013 06:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
¿ نحن أمام حالة خطيرة من حالات ضمور العقل السياسى المصرى.. وكأن هذا العقل تم تحنيطه بأحناط الفراعنة.. أو كأنه مات موتا ً إكلينيكيا.
¿ واليوم أتحدث عن ظاهرة مهمة من مظاهر ضمور العقل السياسى المصرى وهو غياب سؤال هام.. ماذا بعد؟!.
¿ هذا السؤال لم يسأله الذين حاولوا اقتحام وزارة الداخلية عدة مرات.. فماذا كان سيحدث إذا تم الاقتحام.. كانت ستتم مذبحة بين ضباط الداخلية والمقتحمين وقد يحرق هذا المبنى الذى يحوى ملايين الوثائق وصمد ثمانين عاما ً من قبل ضد عشرات المحن المماثلة.
¿ وهذا السؤال لم يسألوه لأنفسهم الذين حاولوا اقتحام وزارة الدفاع.. وماذا بعد اقتحامها.. ترى ما نريد منها؟.. وما هدف الاقتحام؟.. وهل سيمر الأمر بسلام؟.. أم ستحدث مذبحة بداخلها؟!
¿ وهو نفس السؤال الذى لم يسألوه لأنفسهم الذين حاولوا اقتحام السفارة الأمريكية بالقاهرة.. وماذا بعد الاقتحام.. وهل يمكن أن تحدث مذبحة ومجزرة بين المقتحمين من الجماهير والمارينز الأمريكى الذى يحرس السفارة من الداخل.. وقد يقتل العشرات أو يقتل السفير وتتأزم العلاقات المصرية الأمريكية والغربية.. وقد تحدث حروب ومآسى ونكبات.. ألم يفكر هؤلاء فى تجربة اقتحام السفارة الأمريكية بطهران.. وما جره على إيران من ويلات حتى الآن.
¿ وهو نفس السؤال الذى لم يسألوه لأنفسهم الذين حاولوا اقتحام السفارة السعودية بعد حصار وشتائم وسوء خلق وسباب.. «وماذا بعد الاقتحام؟!».. هل سيمر الأمر بسلام.. وكيف يكون الموقف إذا عاد إلى مصر فجأة عدة ملايين من المصريين العاملين بالسعودية كل منهم ينفق على أربعة.. وإذا فقدت مصر أقوى حليف إقليمى لها طوال الفترات الماضية.. وهل ستسكت السعودية على هذه الإهانة غير المبررة.
¿ وهو السؤال نفسه الذى لم يسألوه لأنفسهم الذين حاصروا قصر الاتحادية من قبل وحاولوا اقتحامه.. وماذا بعد الاقتحام؟!
¿ وماذا لو حدث مكروه للرئيس.. أو حدثت مذبحة بين المتظاهرين والحرس الجمهورى.. أو.... أو...
¿ غياب هذا السؤال وغياب الإجابة عنه، هو سر أخطاء كثيرة حدثت لنا قبل ذلك فى الحركة الإسلامية، وفى كل الحركات الثورية، وحركات التحرر الوطنى.. فلو أننا سألنا أنفسنا هذا السؤال عند مقتل السادات.. ما أقدم أحد على قتله.. إننا نتوقف عند لحظة الحدث ولا نسأل أنفسنا وماذا بعده؟.. لقد جاء حسنى مبارك وكأن القدر ساقه إلى بعض أطياف الحركة الإسلامية ليعرفهم حسنات السادات التى أنكروها.. حيث أذاق مبارك الحركة الإسلامية أشد الويلات وسامها سوء العذاب.. لقد نقمنا على السادات موضوع التحفظ الذى حدث لأول مرة فى تاريخه وكان لمدة أشهر وأعلن عنه.. فجاء مبارك ليفعل ذلك مع الآلاف كل عدة أشهر ويذيقهم ويلات العذاب.. حتى قال البعض:
دعوت على عمرو فمات فسرنى فجاء أقوام بكيت على عمرو
¿ وماذا بعد؟.. سؤال مهم لا يهتم به الكثير من المصريين الآن بكل أطيافهم على السواء.. هم ينظرون تحت أقدامهم ويعيشون لحظتهم الحالية المملوءة بالحماسة غير المحسوبة والمقامرة الخطيرة بمصائر الأوطان والدماء.
¿ وماذا بعد؟!! سؤال مهم ينبغى لنا جميعا ً أن نهتم بإجابته وهو لا يقل أهمية عن فقه النتائج الذى انتوى الحديث عنه لاحقا ً.. وكتبت عنه كثيرا ً فى كتبى
¿ والآن أرى كثيرا من المصريين يريدون خلع د. مرسى يوم 30 يونيو.. ولا يكلفون أنفسهم مشقة الإجابة على السؤال: وماذا بعد؟.
¿ قد تكون للدكتور مرسى أخطاء سياسية وإدارية كثيرة رغم صلاحه وتقواه.. ولكن فكرة خلعه قد تحرق مصر كلها.. وقد تأتى على الأخضر واليابس.. وقد تجعلنا نعيش فيما قاله حبيبى الخليفة العظيم عثمان بن عفان لقاتليه قبل أن يقتلوه « والله لوقتلتمونى ما صلى بعضكم وراء بعض أبدا ً».
¿ قد نغتاظ اليوم من الأخطاء السياسية والإدارية للدكتور مرسى.. ولكننا قد نبكى غدا ً حينما تغوص الأقدام فى الدماء المعصومة.. وحينما لا يدرى القاتل فيما قتل.. ولا المقتول فيما قتل.. إنها الفتن تطل برأسها.
¿ وماذا بعد؟!.. سؤال هام لو سأله أحد لنفسه قبل أن يقدم على أى أمر هام لكان لنا شأن آخر بين الأمم ولكننا أمة هوجاء تفتقر كثيرا ً إلى الحكمة والتريث مع الشجاعة والحماسة.
¿ يا قوم قولوا لنا: ماذا بعد..؟!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة