مرسى مهددا ومتوعدا ومتجملا ومتقربا.. هذا هو حال الرئيس الإخوانى محمد مرسى أثناء إلقائه خطبته فى «المؤتمر الوطنى للحفاظ على حقوق مصر فى مياه النيل بمشاركة قيادات سياسية ونقابية»، أو مؤتمر «النيل».. هذه الخطبة التى وصفها معارضوه بأنها خطبة الوداع الأخيرة لهذا الرئيس الذى فضّل أن يلقى خطابه وسط أهله وعشيرته من الإخوان، وممن لوثوا أيديهم بدماء المصريين ممن يطلقون عليهم لقب جهاديين، وهم فى الحقيقة مجموعة من الإرهابيين الذين قتلوا وذبحوا العشرات من المصريين دون جريمة، ويكفى أن المتحدث الأول فى المؤتمر كان صفوت عبدالغنى الذى اعترف أمام المحكمة بأنه هو ومجموعة إرهابية من نفذوا عملية قتل الدكتور رفعت المحجوب فى بداية التسعينيات. ويبدو أن مرسى لم يراع شعور المصريين، وجعل كل من يهتف باسمه فوق منصه التكريم والقيادة، وهذا هو حال مصر الآن.. من يحكم هم من قتلوا المصريين.
خطاب مرسى الأخير هو صورة بالكربون مما كان يحدث مع الرئيس السابق مبارك، فقد تم حشد أنصار مرسى داخل وخارج القاعة ليهتفوا باسمه، ويؤكدوا أن مرسى لديه شعبية وجماهيرية، ونسوا أن الحزب الوطنى المنحل كان يحشد أضعاف هذا العدد، ورغم ذلك عندما سقط مبارك لم نر واحدا من هؤلاء الهتيفة يقف خلفه، بل باعوه فى أول هتاف يطالب بسقوطه، وهو ما سيحدث مع مرسى، رغم أن الحشد كان بأوامر من مكتب الإرشاد. ولكن ما الجديد فى خطاب مرسى الأخير؟.. البعض يرى أنه لم يقدم جديدا سوى مزيد من تعقيد الأمور، خاصة فى قضية سد النهضة، حيث استخدم نبرة المهدد، حيث قال: «إن نقصت مياه النيل قطرة واحدة فدماؤنا هى البديل»، وهى نغمة التهديد نفسها التى يرددها الإخوان بهتافهم الشهير «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، وبالرغم من ذلك لم نر إخوانيا واحدا يسافر للقدس، نغمة التهديد نفسها رددها مرسى، ولكن ضد إثيوبيا، وأعرف جيدا أن ما قاله مرسى فى خطابه الأخير هو «طق حنك» كما يقول إخواننا فى الشام، فالرئيس الذى يهدد الآن مطعون فى شرعيته، ومهدد يوم 30 يونيو بأن يتم خلعه، فلماذا يورطنا هذا الرئيس فى تصريحات عنترية؟. أخيرا.. شعرت بأن مرسى يضحك على نفسه عندما قال: «مستعد أن أذهب إلى المعارضه فردا فردا من أجل المصالحة الوطنية»، لأنه يعلم أن رصيده انتهى، وساعة الصفر فى 30 يونيو، فهل يكون خطاب مرسى هو الأخير؟.. الله أعلم بمصير مرسى ومصر.