يسير وزير الثقافة الدكتور علاء عبدالعزيز، بمفرده، يتحدث ويصرح ويملأ الدنيا صراخا وكلاما أقرب إلى العبث، وتبلغ حدا من الركاكة لا يحسد الوزير عليها ويكشف نفسه بنفسه فهو رجل بسيط، لا يصلح لمنصب وزير ثقافة مصر، وحده علاء يقتنع بأنه الأنسب، وحده الدكتور علاء بكسر العين يرى أنه جاء ليطهر وزارة الثقافة من الفساد، وأنه المؤهل للقضاء على الشللية، وبالطبع هناك نفر ليس بالقليل يردد مثل الكورس ما ينشده الوزير، يقفون ليهتفوا له، يرسلهم فى مشهد مزر ليقفوا أمام المحتشدين عند وزارة الثقافة من فنانى مصر ومبدعيها، ليهتفوا للوزير الذى تستضيفه بعض القنوات الإسلامية ليتحدث عن المؤامرة التى يتعرض لها من قبل قلة من مثقفى مصر، وعن مشروعه الثقافى لنهضة مصر، فيقول علاء كلاما ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالثقافة، وحال الوزير لا يختلف كثيرا عن حال رئيسه، الذى يرى وحده فقط أنه رئيس مصر ويحكم مصر ويحقق لها الإنجازات وتروج له جماعته والمتأسلمون من حوله والوضع بالنسبة لهما يذكرنى بقصة متداولة فى الفلكلور العالمى، وتحكى القصة عن الإمبراطور الذى خرج عاريا إلى شعبه بعد أن تعرض للنصب من قبل خياطين أوهماه أنه يلبس الثوب الخفى الذى لا يراه سوى الأذكياء والمميزين، ولغرور الإمبراطور وغطرسته، اقتنع بما ردده الخياطان على مسامعه وخرج ليحيى شعبه عاريا، تلك الحكاية تعبر بوضوح عن حال وزير الثقافة المصرية المستجد، والذى لا يرى غضاضة فى أن يعتصم المثقفون بمكتبه، وأنه بات غير قادر على الاقتراب من شارع شجرة الدر بالزمالك، وأراهن أيضا أنه لا يجرؤ على دخول أكاديمية الفنون أو المعهد العالى للسينما، وعن نفسى لا يعنينى من قريب أو بعيد أن الوزير لديه «سى دى» فذلك أمر شخصى للغاية ولكن كيف نأمن على ثقافة مصر، بعد أن تولى أمرها وزير يتباهى أن مؤلفاته عبارة عن كتابين؟ صدرا فى سوريا ولم يصدرا حتى فى مصر، وزير كان يقضى نصف يومه وأكثر جالسا على المقهى، وزير يصرح بأنه كان يتمنى لو معدته استطاعت أن تهضم 3 قيادات من وزارة الثقافة فى اليوم بدلا من 2 وذلك فى تعليقه على إقالته للعديد من القيادات بالوزارة، وزير يرى أن بهاء طاهر وصنع الله وغيرهما من القامات الإبداعية ليسوا من المثقفين الحقيقيين، وزير اتهم معظم العاملين بالفساد ويرى أنه صاحب العصا السحرية، أو على طريقة مدرسة المشاغبين «علاء رابسو» الذى جاء لتنظيف الوزارة، فى حين أنه يتحصن بعدد أكبر من الحراسات ويبحث عمن يصنع له زجاجا متينا فى مكتبه يقيه من هجمات المثقفين ورصاصهم؟ ما يحدث من جانب وزير الثقافة المستجد يؤكد أن مصر صارت تشهد شيئا خارقا للعادة ومنافيا لكل البديهيات، فالوزير الذى جاء ممثلا لأسياده من تجار الدين وجماعة الإخوان المتأسلمين، الذين لا يعنيهم كثيرا مفهوم الوطن أو الهوية الثقافية المصرية وشخصية مصر التى يحفظها ويعرفها العالم جاء فى محاولة فاشلة لسلب مصر هويتها، مصدقا ما يردده من كلام أجوف.. مقتنعا بما تقوله على مسامعه الجوقة التى تلتف حوله تماما مثل باقى الحكاية فالبعض كان يخشى من أن يقول للإمبراطور إنه يسير عاريا والبعض الآخر كان يحاول أن يبدو من الأذكياء والفاهمين والراغبين فى تحقيق مكاسب لذلك صدقوا على كلام الإمبراطور بأنه يرتدى ثوبا خفيا، وفى الحكاية تجرأ طفل وصرخ وقال «الإمبراطور يسير عاريا» فتشجع الآخرون ورددوا الإمبراطور يسير عاريا.
الوزير المستجد «علاء بكسر العين»، ما يحدث فى وزارة الثقافة من اعتصام للمثقفين والمبدعين والعروض التى تنظم يوميا أمام الوزارة هى صرخة حقيقية لا تصم أذنيك عنها وهناك العديد من الفرق الفنية المستقلة ومثقفى الأقاليم الذين بالتأكيد سيدركون أن المعركة صارت واحدة رغم الخلافات، ورغم أزمات وزارة الثقافة التى نعرفها جميعا، وسيتوحدون ليصرخ الجميع فى وجهك أنت ورئيسك مؤكدين أنكما تسيران عاريين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة