محمد الدسوقى رشدى

مرسى فاتح الحبشة فى برنامج جلال علام

الأربعاء، 12 يونيو 2013 10:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من منا لم يجلس أمام شاشة القناة الثانية، مستمتعا بالطرائف والغرائب والمواقف التى كان جلال علام يحاول إقناعنا دوما بأنه يطير مخصوصا، ويلف ويدور فى شوارع كل الدنيا لكى يأتى بها لنا؟
ومن منا لا يقول لنفسه الآن، وبعد انتهاء المؤتمر الغرائبى الذى ظهر فيه الرئيس وسط أهله وعشيرته للحديث عن النيل وسد النهضة الإثيوبى: «فينك يا أستاذ جلال علام»؟.. قاعة المؤتمرات بمدينة نصر كانت ممتلئة بكل الغرائب والطرائف التى تكفى حلقات سنة كاملة من برنامجك، دون أن تكلف نفسك عناء الطيران، لكى تأتى لنا بها من كل مكان فى العالم.
أنا- وربما أنت مثلى- شعرت برغبة ملحة فى استدعاء المذيع جلال علام بنبرة صوته المميزة لنقل الوصف التفصيلى لمؤتمر الغرائب والطرائف الذى عقدته القوى الإسلامية فى حضور الرئيس، لعل نبرة جلال علام المندهشة دوما تفسر لك سر هذا الحشد والاحتفاء والتهليل لرئيس فاشل، وتوضح لك سر التصفيق والهتاف المتواصل لرئيس جاء ليشرح للناس تفاصيل «خيبته» القوية فى عدم الحفاظ على نهر النيل بعد إنشاء سد النهضة الإثيوبى، أو لعل علام يكون قادرا على أن يخبرنا بسر الفرحة الإخوانية بالرئيس مرسى الذى اختار أن يعقد مؤتمره على طريقة مبارك بنفس المذيع، ونفس طريقة الحشد، ونفس الأداء الهتافى المبتذل، ونفس الكومبارس الجماهيرى الذى يتم اختياره بعناية حتى لا يحرج الرئيس بسؤال هنا، أو تقصير فى التصفيق هناك، علما بأن الإخوان فى الماضى كانوا يرون فى طريقة مبارك التى استخدموها مساء الاثنين نوعا من أنواع النصب والتدليس، ولكن سبحان مغير الأحوال!
أعزائى جماهير الفقرات الكوميدية، وهواة الغرائب والطرائف، لو أنت على يمين مكتب الإرشاد وقصر الاتحادية من المؤكد أنك سترى المؤتمر الذى حشدت له التيارات الإسلامية جماهير بالأمر المباشر، دليلا على شعبية الرئيس. أما لو كنت على يمين جبهة الإنقاذ وحركة تمرد وباقى تيارات المعارضة أو صفوف الغلابة المطحونين من الشعب، فمن المؤكد أنك سترى فى المؤتمر مشهدا من أهم مشاهد الهرتلة السياسية يكتبها الدكتور مرسى فى محاولة قبل أخيرة لتفادى توتر وقلق مظاهرات 30 يونيو.
وبغض النظر عن تحول المؤتمر عن هدفه الرئيسى لدعم قضية النيل، ومناقشة فشل الدولة فى التعامل مع هذا الملف، إلى مؤتمر هدفه تجميل صورة الرئيس، وإظهاره كأنه صاحب أنصار وحشود، ردا على الداعين لمظاهرات الانتخابات المبكرة، وسحب الثقة فى 30 يونيو، وبغض النظر عن موقف جماهير الدرجة الثالثة سواء هؤلاء الذين صفقوا للرئيس أكثر من 22 مرة، رغم أنه كان يعترف بفشله فى إدارة ملف حوض النيل، ويعترف بفشله فى لم شمل الوطن على كلمة سواء، أو هؤلاء الذين ارتفع ضغطهم فى المنازل وهم يشاهدون رئيس دولتهم يسمح لأهل الإرهاب والتطرف بالحديث من فوق منصته، أو يسمح لأهله وعشيرته أن يحولوا خطابه حول أزمة جادة ومصيرية مثل النيل إلى فقرة كوميدية بهتافاتهم وأناشيدهم وتصفيقهم المتواصل بدون سبب.
بغض النظر عن كل ما سبق سأتركك مع فقرة واحدة من خطاب الرئيس قال فيها الكلام وعكسه، واعتبر ذلك إنجازا، وصفق له الحضور كأنه فتح عكا.. الدكتور مرسى قال إن العلاقة مع دول حوض النيل، وتحديدا إثيوبيا، شهدت تطورا ملحوظا بعد الثورة، وقال إن نتائج تطور هذه العلاقة الإيجابية ظهرت بشكل أقوى بعدما أصبح رئيسا، وبعد زياراته لأديس أبابا.. سمعت هذا الكلام من الرئيس، ثم وقفت قدام المراية وقلت لنفسى كفاية كلام بقى عن سد النهضة الإثيوبى يا محمد يا دسوقى يا مغرض.. مافيش حاجة اسمها سد النهضة، ومافيش أزمة مع إثيوبيا، الرئيس بيقول إن العلاقة مع أديس أبابا أصبحت لها نتائج إيجابية بعد الوصول للسلطة، وبالتالى سد النهضة من ضمن هذه النتائج.. شوفتوا السلطة بتعمل فى عقول الناس إيه!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة