د. محمد على يوسف

وقليل من يرحمه..

الأربعاء، 12 يونيو 2013 08:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بلاش دلع مش كفاية الكهرباء بتيجى... أحيانا!
إنتم دايما كده عايزين كل حاجة بالساهل؟!
إيه المشكلة أما تقفوا شوية فى طابور بنزين ولا سولار أما شعب متدلع صحيح
ما تشوفوا سوريا وليبيا واللى هم فيه كنتم عايزينا نبقى كده؟!
هى فين الأزمات أصلا؟!
كفاكم مبالغات وأزمات مصطنعة لإحراج الرئيس والإخوان
الإعلام هو من يضخم هذه الأزمات المصطنعة..
بل هى مجرد مؤامرات من الدولة العميقة والفلول..
كانت هذه عينات من ردود بعض المبررين والمدافعين عن أداء الرئيس وجماعته وحكومته إزاء الأزمات الأخيرة، عينات سمعناها ونسمعها فى مختلف المحافل، سواء فى أعمالنا أو عبر شبكات التواصل الاجتماعى أو حتى فى اجتماعاتنا العائلية.
وبغض النظر عن مصداقية تلك المبررات والدفاعات من عدمها وعن كونها فى كثير من الأحيان طريقة نعامية «نسبة إلى النعامة التى يحلو لها دفن رأسها فى الرمال عند الشعور بالخطر»، وبالرغم من أن التغافل عن مواطن الخطر وإنكار الخلل ونفى وجوده لا ينفى حقيقته ولا يمنع وقوعه، فإننى أود فى هذه السطور أن أقف مع آفة أخرى لتلك الدفاعات والمبررات المستمرة.
آفة أراها الأخطر وأعتقد أنها العامل الأهم والمسبب الأعظم لما نراه من حالة متسارعة وغير مسبوقة من السخط والضيق المتصاعد ضد جماعة الإخوان.
إنها آفة عدم التقدير وقلة الاكتراث فى خطاب كثير منهم إلا من رحم الله.
ويالها من آفة!
إن من أشد ما ينفر الناس ويثير سخطهم وربما كراهيتهم أن تحتقر آلامهم، وأن تسخر من أزماتهم، وأن تزدرى مشاكلهم أو تستخف بمشاعرهم وأحزانهم، التقدير والإشعار بالحرص والعناية من أهم مفاتيح القلوب المغلقة، وضده الذى ألحظه فى خطاب الكثيرين على المستوى العام والخاص ينذر بعواقب وخيمة، نرى بعض ثمارها فى حالة الكراهية المتصاعدة والعنف اللفظى المتنامى الذى لا يستبعد بتلك المعدلات أن يتحول لعنف حقيقى واقتتال على الهوية والسمت!
لا يمكن إنكار أن هناك عوامل إثارية تؤجج تلك المشاعر السلبية، لكن أيضا لا ينبغى إغفال مسؤولية الخطاب الإخوانى الذى يميل فى أحيان كثيرة إلى التهوين من المشاكل وإنكارها، أو الاستخفاف بقيمتها وتعليقها على أى شماعة، إلا شماعة الاعتراف بالخطأ أو التقصير وربما العجز أحيانا.
والحقيقة أن الناس بالفعل تعانى، ليس فقط فى أمور الرفاهية كما يصور البعض بشكل مستفز، قاصرين المشكلة على استياء الناس من الحر عند انقطاع الكهرباء، أو أن العيب فيهم لأنهم لا يرشدون الاستهلاك، لكن المعاناة أعمق من هذا بكثير.
لقد وصلت ومنذ مدة إلى خطين أحمرين لابد أن تقرع أجراس الإنذار عند تجاوزهما: الأمن والرزق.
تلكما المنتان اللتان امتن الله بهما على أهل قريش قبل أن يدعوهم لعبادته فقال: «فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف».
والآن الناس يشعرون بخطورة على أمنهم ورزقهم، ولابد أن يُقدر ذلك ويتم التعاطف معه..
تصور حال حلاق أو بقال أو صنايعى تنقطع عنه الكهرباء يوميا وبالساعات وبشكل عشوائى متغير يعطل عمله، فيعود إلى بيته خالى الوفاض دون دخله اليومى الذى ينفق منه على أهله.
تصور حال أم حُبس أطفالها فى مصعد لساعات، أو رجل تم «تثبيته» بمطواة فى الشارع أمام زوجته ليخرج ماله أو قطع عليه طريقه فى سفر لتتم سرقته وربما ضربه.
تأمل حال سائق لم يسدد أقساط الميكروباص أو السيارة النقل التى صارت مشلولة أو تقلصت ساعات عملها إلى أقل من النصف، بسبب المكث بالساعات والمبيت أحيانا فى رحلة البحث عن السولار والبنزين.
وغيرهم كثير ممن يعانون فى هذا الوطن ولا علاقة لهم لا بثورة ولا بفلول ولا بمؤامرات، لا علاقة لهم إلا بمن يعرفونهم ويرون أنهم مكلفون بالتخفيف من معاناتهم اليومية، ومع ذلك لا يجدون منهم التقدير المنتظر والإحساس المطلوب بتلك المعاناة، بل للأسف على العكس ربما يجدون منكم إنكارا على شكواهم وسخرية من «دلعهم المرئ»!
ثم تتساءلون ببراءة: لماذا يكرهوننا؟
أقولها لكم ناصحا: إن ظللتم على تلك الحال فأراكم تدقون مسامير نعش حكمكم، ولا تلوموا حينئذ إلا أنفسكم التى استنكفت أن تقول يوما: آسفين.. نعتذر.. نعترف بخطئنا.
ما المانع أن تعتذروا أحيانا وأن تعترفوا بعجزكم فى أمر ما؟
ما المانع أن تصارحوا شعبكم وأن تدعوه ليتحمل معكم المسؤولية وليوضع فى الصورة الحقيقية بشفافية؟
ما المانع أن تكترثوا وأن تشعروا بآلام المواطن البسيط وأن تصدقوا أنه حين يشتكى ويتألم أو حتى يغضب فلا يشترط أن يكون بذلك عميلا خائنا أو زنديقا مارقا؟
بل هو ببساطة مواطن من شعب مطحون قليل من يشعر به.
وقليل من يرحمه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة