لو أن هناك عاقلا واحدا فى جماعة الإخوان المسلمين أو فى التيارات السلفية، فعليه أن يفكر ألف مرة فى قرار نزولهم للميادين وللشوارع سواء قبل أو بعد يوم 30 يونيو، لأن ما حدث أمام وزارة الثقافة بشارع شجرة الدر فيما عرف باسم «غزوة الثقافة» أو «موقعة الزمالك أو شجرة الدر» أو «موقعه المغير»، اعتبرها المراقبون بروفة لما قد يحدث لو نزل الإخوان ومن معهم يوم 30 يونيو فيما عرف بمليونية الخلاص وتطهير البلاد من مرسى والمرشد والإخوان، وهو مايراهن عليه كل الحركات والقوى السياسية المعارضة التى تنوى الخروج فى هذا اليوم والذى لو حدث ونزل الإخوان سواء قبل أو بعد هذا اليوم فإننا سنشهد معارك دموية فى كل الميادين والشوارع بين المؤيدين لمرسى والمعارضين له، معارك ستفوق فى وحشيتها وعنفها كل ما حدث قبل خلع مبارك، ولذا فإننى أقول لمن يريد خيرا لهذا الوطن من الإخوان ومن يواليهم أن يتركوا «تمرد» ومن معهم للخروج يوم 30 يونيو دون الاحتكاك بهم حتى لا تحدث مجزرة بين المؤيدين لمرسى والمعارضين له كما حدث فى «غزوة الثقافة» التى جرت أمس الأول، الثلاثاء، والتى كادت أن تتحول إلى مذبحة بين مؤيدى الوزير ومعارضيه لمجرد أن فكر بعض أعضاء التيارات الإسلامية التظاهر فى نفس المنطقة التى يتظاهر فيها معارضو وزير الثقافة وهو القرار «الغبى» من جانب مؤيدى الرئيس وعلى رأسهم أحمد المغير الذى كان يعلم بما سيحدث له ولمن شارك فى التظاهر المؤيدة للوزير وللإخوان، ورغم ذلك لم يستجب لمن طالبه بعدم الذهاب إلى وزاره الثقافة حتى ولو كان محملا بملايين الورود والأزهار.
وبنفس المنطق، أطالب مؤيدى الرئيس بضرورة التفكير ولو مرة لصالح مصر وليس لصالح الجماعة من خلال عدم التفكير فى النزول للشارع فى نفس 30 يونيو أو قبله أو بعده حتى لا تحدث مذبحة، خاصة أن كل التقارير الأمنية تؤكد أن مصر مستهدفة فى هذا اليوم من خلال عناصر أجنبية تهدف إلى تحويل البلد إلى بركة دماء وستكون مصر الضحية، ووقتها لن يكون هناك لا مؤيد ولا معارض بل سيعم الخراب كل أنحاء مصر، فهل هناك عاقل واحد فى هذه الجماعة أم أن جميعهم يفكرون كما يفكر المغير وأتباعه، ويكون ما حدث أمام وزارة الثقافة هو مقدمة لمذابح ستجرى يوم 30 يونيو يرتكبها الإخوان ومن معهم من الأحزاب والتنظيمات الموالية لهذه الجماعة، ومن بينهم تنظيم حماس ضد من سيرفع شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، اللهم احم مصر وجيشها العظيم..