العلاقة بين قادة جبهة الإنقاذ وقادة الإخوان، مثل علاقة امرأة مطلقة عادت إلى عصمة مطلقها دون علم أولادها، وكلما التقت زوجها ثارت ثورة الأولاد،تجلى ذلك فى بيان عمرو موسى، حينما قال: «اندهشت من موقف الدكتور أيمن نور من استدعائه للصحافة، رغم تأكيده أن اللقاء خاص، كما دهشت من إنكار حدوث اللقاء ذاته، رغم أنه هو صاحب الدعوة التى أكد فيها على خطورة الأمر ومساسه بالأمن القومى» ويضيف: «لقد قبلت دعوة الدكتور أيمن نور للقاء بمنزله مدعوا إليه، كذلك خيرت الشاطر والدكتور الكتاتنى، ولا أرى ما يمنع من هذه اللقاءات التى جرى مثلها مع شخصيات رئيسية فى جماعة الإخوان من جانب عدد من قادة وأعضاء جبهة الإنقاذ».
وصدق د. عمرو موسى، حيث إن هذا اللقاء لم يكن الأول ولن يكون الأخير، فمنذ الإعلان الدستورى الذى أصدره د. مرسى فى 22 نوفمبر 2012، والذى تسبب فى القطيعة الشكلية بين الإخوان والإنقاذ، ستة أشهر تقريبًا شهدت «6» لقاءات بمعدل لقاء شهرى تقريبًا، لم يعلن سوى عن اثنين منها، هما لقاء موسى الأخير ولقاء الكتاتنى بالدكتور محمد البرادعى، والدكتور السيد البدوى، فى 17 فبرايرالماضى، وسبق ذلك لقاءات لم يعلن عنها، ففى 15 ديسمبر 2012 التقى أبوالعلا ماضى بعدد من قادة الإنقاذ فى مقر الوسط بشأن تعيينات «الشورى».
فى مارس الماضى التقى السيد البدوى مع د. محمد مرسى، وفى إبريل التقى د. وحيد عبدالمجيد وعدد من القادة الإسلاميين بمن فيهم قادة من «الحرية والعدالة» لبحث أسباب فشل المائدة المستديرة التى كان مزمعا إقامتها لرأب الصدع.
القاسم المشترك فى هذه اللقاءات أنها كانت تتم بوساطة من أيمن نور أو أبوالعلا ماضى، وحضرها أربع مرات الدكتور عمرو موسى، وثلاث مرات السيد البدوى، ومرة لكل من البرادعى ووحيد عبدالمجيد، ولم يحضر أى لقاءات مع الإخوان كل من عبدالغفار شكر، وحمدين صباحى، ومن جانب قيادات الإخوان حضر الكتاتنى ثلاث مرات والشاطر مرتين ود. مرسى مرة واحدة، ويلاحظ أن الإعلان كان يتم بتسريب من الوسطاء، وكانت هذه اللقاءات تتم قبل أى حدث وطنى شعبى مثل الاتحادية، وأخيرا «تمرد» و30 يونيو، والمستهدف إجهاض الحركة الشعبية عن طريق محاولات كشف قادة الإنقاذ أمام الرأى العام وشباب الأحزاب المكونة للجبهة، ولم تسفر هذه اللقاءات الستة العلنية والسرية سوى عن مزيد من التدهور والاحتقان، لأن جماعة الإخوان لم تقدم أى شىء للأحزاب المدنية رغم ترحيب قادتها جميعا بالحوار، ولعل مواقفها على سبيل المثال من مشكلة أزمة مياه النيل، خير دليل على ذلك فقد حضرها د. عمرو حمزاوى، وأبدى موافقته على الحضور كل من د. أبوالغار وعبدالغفار شكر، وحمدين صباحى، ومحمد سامى، وعمرو موسى، والسيد البدوى، ولكن شباب وقواعد هذه الأحزاب أحبطت تلك الرغبات القيادية، نخلص من ذلك إلى أن جماعة الإخوان المسلمين وذراعيها السياسية والرئاسية ووسطائها «نور وماضى» قد استطاعا وضع جبهة الإنقاذ دائما فى حالة انكشاف وتعرية أمام قواعدها والرأى العام، واستطاعت استقطاب بعض قياداتها، الهدف الأساسى هو الاختراق عبر نقاط الضعف، سواء كانت عائلية أو بيزنس، أو فساد البعض المالى أو الأخلاقى من أجل الاستفراد بالشباب يوم 30 يونيو.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة