يصادفك الكثير من الناس وبالرغم من ذكائهم، ثقافتهم، ومراكزهم، إلا أنهم قد يسلكوا طرقا لا تتفق مع هذا، ويمارسون عادات ذميمة لا تناسب أخلاق وقيم المجتمع المتفق عليها، ولا أخلاق وقيم المثقفين،(حتى لا أدخل فى جدل سخيف مع الأمثلة ، أدخل فى نقاش مع شخص واختلف معه )، أو الثقافة التى اكتسبوها حباً فى الاستحواذ على الاهتمام وليس حباً فى العلم ، العادات التى تغرس فى النفوس منذ الصغر تنمو وتكبر فيهم ويتعذر التخلص منها ، وأيضاً هناك ـ أشخاص يضحون بمبادئهم وقيمهم ، وأيضاً أخلاقهم من أجل الوصول إلى أهداف سياسية، أو اقتصادية ، أو ربما أهداف تخدم جهة ما. مصر مليئة بهذه النماذج (المبادئ لا تتجزأ ولا تستخدم لزوم القصة)، من المعروف فى المجتمعات والدول النامية تحديداً أن الاستعباد أو الاستغلال لا يمكن أن يقوم أو يستمر دون مبدأ: (فرق تسد ) ، لا بد من تأكيد الفروق بين البشر ، على أساس ، الدين، والجنس، والعقيدة ، والعرق والجنسية وغيرها، هذا يحدث دائماً من أجل تقسيم الشعوب وإضعافها. عند تدقيق النظر فى صحافة الغرب وحتى آراء المحللين السياسين فى الغرب ، بعضهم يعترف أن أنظمتهم تتسم بالتناقض ، دعوات العولمة الرأسمالية الإقتصادية ، تصاحبها فى الوقت ذاته دعوات عكسية ، تسعى إلى التأكيد على الثقافات المحلية والهوية والخصوصية الثقافية ، من أجل تقسيم الشعوب ، وعدم قدرتها على مقاومة القوى الاستغلالية دولياً ومحلياً ، نعانى وتعانى الأمة العربية بأكملها وبلا أدنى استثناء ، من بطش الأنظمة العربية فى بلادنا على مر العصور ، وأدخلت النعرات القومية وبمرور الوقت الدينية والخصوصية الثقافية أدخلتنا فى جدال عقيم ، أو ربما إلى السجون والبعض مازالت أسماؤهم معلقة على حوائط المعتقلات ، ضيعنا الوقت فى مناقشة الهوية العربية، وفرح الرؤساء. بلقب الزعامة ، قبلوا فى المقابل أن تشرب الشعوب معنى الديكتاتورية.معنى الظلم والبطش ، أن نتجرع معنى النكسة ، الآن نرتد إلى ما قبل النكسة إلى غياهب التاريخ ، أبتسم فى ألم وصمت عندما أرى القنوات تُفتتح و يأتون بأشخاص لا يعلمون شيئاً عن الإعلام، غير أنه مصطبة مرئية، السفاهة ودس السموم فى العقول ، وارتكاب أبشع الجرائم بغسيل مخ العقول البشرية، كلمة (شيخ ) فى مجتماعتنا تلوثت، وأصبحت أكثر فتكاً من فيروس الجمرة الخبيثة ( ANTHRAX)، الأزمات الاقتصادية والسياسية وتلبية حاجات الدولة الأساسية تتفاقم ، سيادة مصر تندثر ، الصورة العامة أصبحت أكثر وحشة ، ونحن نضيع الوقت فى مناقشة الهوية، وقطع يد السارق ، وحجاب المرأة ، ختان الذكور والإناث وهل هذا جزءاً من الأصالة أو العفة أو لا ، نغرق فى مؤتمرات وندوات حول صدام الحضارات وصدام الثقافات، والنتيجة ما نحن فيه، (ضياع) (المشكلة ليست الفشل وحده المشكلة عدم الاعتراف بوجود مشكلة، عدم الاعتراف نوع من (الجبن والحماقة)، ولكن عدم إدراك وجود مشكلة وكارثة مجتمعية (غباء وبلاهة).... الازدواجية هى الفكر السائد، الواقع والتاريخ يقرون بذلك ما نعيشه الآن، أنواع القهر والتعذيب والظلم تقع تحت ستار الدين (الدين من منظور المروجون لفكرهم أو لفكر الجهة التى يخدمها، أيضاً باسم الإنسانية، وتحت ستار الإنسانية فى المجتمعات الطبقية الذكورية المتخلفة حضارياً وثقافياً، التى لا تعترف بأى بشرية كائن غير الرجل، فالإنسان فى بعض المجتمعات تعنى الرجل، فى المجتمعات الأخرى وفى الأنظمة العالمية الرأسمالية فإن الإنسان هو الأمريكى أو الإسرائيلى والجنسيات القوية المسيطرة، لاحظ ما أقوله عند مقتل جندى أمريكى، أو إسرائيلى ماذا يحدث؟ تتحدث الأرض من مشرقها إلى مغربها، وتقوم الدول بعمليات عسكرية فى اللحظة للتمشيط ويضيع من يضيع آلاف عشرات لايهم ، مقارنة بما يحدث إذا قُتل فلسطينى، أو لبنانى، أو عراقى أو مصرى، أقرب مثال هجمات بوسطن يتحدث العالم عليها ومازالت مقتطفات تُكتب فى الصحف العالمية والمحلية عنها، وعن توابعها حتى عندما تم تعذيب أحد المشتبه بهم، أو المتهمين وقتله على يد FBI ، لم نسمع أنفاس منظمات حقوق الإنسان ومن تغنوا بالإنسانية وإدانة العنف، إلى يومنا هذا، كان يجب علينا حماية الأرض لأننا نحيا عليها وإلا لن نحيا، كان يجب علينا أن نحارب العدو الخارجى، ولكن علينا أن نحذر عدونا الداخلى قتاله أصعب بكثير، وخطره أشد فتكاً بالإنسانية وكل ما يتبعها، لا أتوقع أن يقرأ الجميع ويتفق معى، لم أكتب للاتفاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة