أكرم القصاص

ليبحث الرئيس عن خصومه من بين حلفائه

الجمعة، 14 يونيو 2013 06:40 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جماعة الإخوان أصبحت تتعامل مع ما يجرى من تمرد وتوتر وغضب على أنه شىء لا يضر، وأنه تحرك عرفى غير رسمى وغير قانونى، ولا يجد قيادات النظام فى ملايين التوقيعات ما يثير القلق. بينما هذه الأرقام الضخمة تمثل تعبيراً عن رأى عام لا يرى تقدماً، ويرى فشلاً.
لقد جرب الرئيس مرسى خلال عام تقريباً أن يعمل ويتصرف وفق أجندة ضيقة للجماعة وفريقه الرئاسى الممثل للجماعة، وكانت القرارات وخلفيتها من التصريحات والتحركات تشير إلى تشكيك وشك فى مؤسسات الدولة، وتقنعه ألا يثق إلا فى الجماعة والمساعدين الذين دفعوه للتصادم مع الجميع بما فيهم حلفاء سابقون.
الجماعة لا تستمع لغير نفسها، وتدافع عن الأخطاء والتصرفات أياً كان خطؤها الظاهر للعيان لا يعترفون بوجود أخطاء واضحة، يدافعون عن حكومة فاشلة بالبينة والقرائن والشهود، يدافعون عن نائب عام أثبت انحيازه وفشله، وعن وزير ثقافة لا يعرف غير الهدم، ولا يمتلك مشروعا بديلاً لما يهدمه، توقيعات تمرد بهذه الضخامة أياً كانت طريقة النظر إليها، تشير إلى وجود حالة من الرفض وعدم الرضا عن نظام الحكم، بقيادة الرئيس مرسى، وجماعة الإخوان، بكل مشتملاتها من مؤيدين بصراحة، أو مؤيدين بتلاعب أو راقصين على السلم، ولم ينجح الرئيس فى إثبات كونه رئيسا لكل المصريين، وحتى هؤلاء الذين يتعاطفون مع الرئيس بحكم الصناديق، يرون أن جماعته تورطه، وتعجز عن تركه ليفتح لنفسه طريقاً رئاسياً يميزه عن جماعة تكاد تخنقه وتخنق معه البلد كلها، وتدفع كل يوم إلى طريق أكثر انسداداً.
لقد تجاهل مبارك حجم الغضب ضد نظامه لشهور واطمأن إلى تقارير أجهزته التى تخبره أن الأمور كلها تحت السيطرة، وكانت التقارير تصدر من الأجهزة ومن الحزب الوطنى، ومع الاعتراف بتغير الوضع مع الرئيس مرسى عما كان مع مبارك، وكون الأخير استمر ثلاثين عاماً، لكننا أمام حالة غضب عارمة الآن، وخيبة أمل، مع الأخذ فى الاعتبار أن الوعى والجرأة التى وفرتها ثورة يناير تجعل ردود الأفعال أكثر قسوة. ثم إن الرئيس مرسى خلال شهور عجز عن أن يكون رئيسا للمصريين. وحتى إن كان يعتبر نفسه مرشح حزب الحرية والعدالة، فليس هناك مكان لجماعة اكتسبت غضب ورفض من كانوا يتعاطفون معها بشكل أسرع من كل توقع.
جماعة تتدخل فى المؤسسات والدولة وفيما لا يعنيها، بعد وجود حزب يختفى خلف ضجيج التدخلات المختلفة، وبوضوح فإن جماعة الإخوان تحمل الرئيس مرسى مشاكلها وفاتورة خلافاتها، وليس أمامه إلا أن يسارع بإعلان أنه رئيس لمصر وليس ممثلا للإخوان، وأن يعيد بناء الثقة التى سقطت طوال شهور وينهى الغموض فى علاقة الجماعة بالسياسة والسلطة بشكل تجاوز ما كان بين مبارك والحزب الوطنى.
«تمرد»، مؤشر واضح على موقف الشارع من الرئيس وجماعته، التى تحاول إقناعه بأن الأوضاع مستقرة وأنه لا جديد يستدعى القلق، وأن 30 يونيو ستمر مثل غيرها، وهو نفس خطاب النظام السابق، وربما على الرئيس أن يعلم أنه وحده المسؤول، والذى يدفع ثمن كل هذا العناد، وفاتورة مناصب يتم منحها للحلفاء بصرف النظر عن الكفاءة، وعليه أن يتحمل المسؤولية، ويعيد النظر فى أخطاء ورطه فيها حلفاء ومعاونون لا يرون غير مصالحهم، وليس فى كل مرة تسلم الجرة. ليبحث مرسى عن خصومه ممن حوله ومن جماعته، وليس من المعارضة فقط.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة