عمرو جاد

المسؤولية والمرمطة فى إعلانات الشيبسى

السبت، 15 يونيو 2013 11:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل شاهدت إعلان شيبسيكو الجديد؟.. لا ليس الأمر بهذه التفاهة التى تظنها، شخصيا أشعر بقلق بالغ نحو التوجه العام للمزاح والترفيه، المزاج العام أصبح فاضحا بشكل يهدد كل القيم التى يسعى المخلصون فى هذا البلد ليعلموها أبناءهم وبناتهم، يهدم كل الحصون الأخلاقية التى يبنيها آباء قلقون وأمهات حالمات بمستقبل نظيف لفلذات أكبادهم التى تمشى على الأرض، فكم هو شعور سخيف أن تستهلك أعواما من عمرك لتلقن أولادك المبادئ والأخلاق وتحضهم على عفة اللسان، ليأتى مجموعة من التافهين ظنوا أنهم مبدعون ومتحررون ليدهسوا كل هذا التعب فى إعلان أو مقدمة مسلسل أو افتتاحية كتاب أو حتى عنوان مبتذل بصحيفة صفراء.

هو مستوى آخر من الانحطاط إذا أردت الصراحة، فلم تعد الألفاظ الخارجة والشتائم الجارحة تقال سرا أو تخرج من صاحبها عنوة فى لحظة انفعال أو انبساط، أخشى من القول بأنها أصبحت منهجا للتظاهر بالمرح وادعاء خفة الدم، فها هو إعلان تجارى عن سلعة تستهدف شريحة عمرية مازال وجدانها يتشكل، فى مرحة سنية تنفعل وتقلد وتتشرب كل ما تستحسنه من حولها، حتى ولو كان إعلانا تجاريا يحمل تلميحا جنسيا بغرض الإضحاك فقط، ولا أظن أن من صنع هذا الإعلان على قدر من الحصافة ليدرك أن إبداعه الفج لن يرفع كثيرا من مبيعات المنتج، فبالضرورة خسر صاحب المنتج أمواله، وخسرنا نحن درجة أخرى من مستوى الحوار النظيف.

بصراحة أكثر باسم يوسف سيتحمل جزءا من مسؤولية هذا المزاج المختل لو استمر خطابه الساخر يحمل فى طياته تلميحات يراها البعض غير لائقة، فبرنامجه الأكثر مشاهدة ونقده يشكل آراء ومواقف لدى شريحة كبيرة من المواطنين، ويجب ألا ينسى فى انشغاله بحمى المعجبين هذه أن عليه دورا تنويريا تفرضه عليه مهنة الإعلامى، طالما ارتضى أن يخاطب الجمهور، ولا يصح أبدا أن يكون رمزا للنقد الرخيص أو ذريعة لتقليل قيمة أن يكون المرء معارضا لاذع اللسان.

ملحوظة إذا لم تكن شاهدت الإعلان فأرجوك لا تشاهده لسببين، الأول: حتى لا يأتى هذا المقال بنتيجة عكسية ويتهم شخصى المتواضع بنشر الابتذال، والثانى: لكى لا أحمل وزرك «كفايانا ذنوب يا عم الحاج».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة