هل تعلم أن عدد من أسقط الرئيس المخلوع مبارك لم يتجاوز ربع مليون متظاهر، وأرجوك أن تنسى خروج الملايين فى 11 فبراير بعد إعلان تنحى مبارك، فهذه الملايين لم تكن موجودة بشكل يومى فى ميدان التحرير، ولم توقع على استمارات «تمرد» لخلع مبارك، ويكذب عليك من يقول إن هذا الميدان يمكن أن يستوعب أكثر من هذا العدد، فالآلة الإعلامية وقتها صورت للناس أن هذا الميدان به أكثر من 2 مليون متظاهر، وهى أكاذيب ونصب سياسى تم استغلالها للإطاحة بالرئيس الفاسد مبارك، وهو ما حدث بالفعل فى 11 فبراير 2011.
ربما يسألنى البعض عن السبب فى كتابة السطور السابقة، والحقيقة أنه من الضرورى الربط بين ما حدث لمبارك فى 25 يناير 2011، وما سيحدث للرئيس الإخوانى محمد مرسى فى 30 يونيو 2013، بعد أن فشل الأخير فى تحقيق أى شىء للشعب فى كل المجالات، برغم ما يردده أنصار وأهل وعشيرة الرئيس مرسى بأنه لم يحصل على فرصة كافية، وأنه رئيس منتخب، وأن مدة حكمه حتى الآن لم تتجاوز العام، فكيف يمكن مقارنته بالرئيس المخلوع؟!.. لكن الرد على هذه التخاريف الإخوانية هو أن مرسى، ومنذ أن أدى اليمين الدستورية، والكوارث والخراب والانهيار الأمنى والاقتصادى والاجتماعى والسياسى هى عنوان العام الأول لحكمه، وإذا أضفنا إلى ذلك كله أن مرسى وجماعته فرطوا فى كل شىء لصالح الجماعات الإرهابية، والنتيجة هو تهديد الأمن القومى المصرى.
كل هذا كان مقدمة حقيقية لإعلان «التمرد» على حكم مرسى، وأن الإطاحة به مسألة وقت، ولكن البعض يخشى أن يكون هناك فرق بين أن توقع على استمارة «تمرد» ، وبين أن تشارك فى مظاهرات كبرى تجبر مرسى على الرحيل، وإن الـ13 مليون متمرد اكتفوا بالتوقيع على الاستمارة فقط، وفضلوا الجلوس فى المنزل لمشاهدة برامج التوك شو، ومسابقات الغناء، وقنوات الرقص على الفضائيات، تاركين مصير الوطن فى أيدى مجموعة من الهواة والفاشلين والإرهابيين والبلطجية والقتلة من الإخوان والجماعات السلفية التى لا تعرف إلا لغة الدم، ولا يمكن أن يكونوا رجال دولة يحكمون بلدا فى حجم مصر، فهل تنجح خطة الإطاحة به، أم سيظل هذا الشعب جالسا فى حالة المشاهد على ضياع الوطن؟