دندراوى الهوارى

هل قامت ثورة يناير من أجل حبس أحمد عز فقط؟

الأحد، 16 يونيو 2013 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما قررت قراءة مشهد إصابة رجل الأعمال أحمد عز بأزمة قلبية ونقله لمستشفى سجن طرة أمس، ليكون بجوار رئيسه السابق حسنى مبارك، تداعت كل مشاهد محاكمة رموز النظام السابق أمام عيناى، والنتائج التى انتهت إليها هذه المحاكمات، وهى براءة الجميع، بداية من الرئيس السابق حسنى مبارك، الذى باتت براءته من الجرائم المنسوبة إليه حقيقة قانونية، والدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، وصفوت الشريف أمين عام الحزب الوطنى السابق والأخوين علاء وجمال، اللذين سيتم إخلاء سبيلهما فى أقرب وقت ممكن، بعد وهن الاتهامات التى وجهت إليهما بالكسب غير المشروع والتربح.
براءات رموز نظام مبارك، شملت أيضاً زهير جرانة وزير السياحة الأسبق وأحمد المغربى وزير الإسكان الأسبق، بالإضافة إلى قيادات وزارة الداخلية، بداية من اللواء حسن عبدالرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة المنحل، واللواء عدلى فايد رئيس مصلحة الأمن العام سابقاً، واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق، وعدد من رموز وزارة الداخلية، بالإضافة إلى الضباط المتهمين بقتل الثوار خلال أحداث ثورة يناير، بل وصل الأمر إلى أن وزير داخلية مبارك «حبيب العادلى» بات مرشحاً للبراءة خلال الفترة المقبلة، وكأن الثورة أخطأت بعدما قيدت حرية هؤلاء المسؤولين ووضعتهم فى السجون.
لم يتبق من رموز النظام السابق داخل السجون منذ ثورة يناير حتى الآن، سوى رجل الأعمال «أحمد عز» أسطورة الحديد، الذى أشيع تحكمه فى السوق، وقيامه بسلسلة من الاحتكارات، حققت له مكاسب خيالية، وتم على أثر ذلك الحكم عليه فى عدد من القضايا المتعلقة باحتكار الحديد بالسجن المشدد، وكأن الثورة لم تقم إلا من أجل سجن أحمد عز والسيطرة على شركاته ومؤسساته، على الرغم من أن شركاته مازالت تعمل بكفاءة حتى الآن، وتتحكم فى أكبر قدر من الحصة السوقية للحديد ومكوناته الأساسية، وتحقق أرباحاً كبيرة، فى ظل وجود «عز» داخل السجون منذ عامين ونصف تقريباً.
أنا هنا لا أدافع عن أحمد عز، ولكن أستعيد مشهد ثورة انطلقت للقضاء على الفساد الذى ضرب البر والبحر، ومحاكمة رموزه الفاسدة، ثم خرج الجميع، وبقى أحمد عز، ومن هذه النقطة ينطلق السؤال البرىء الباحث عن إجابة شافية: «هل قامت ثورة يناير من أجل القضاء على نفوذ أحمد عز وسجنه إلى الأبد؟!!!، وإن كان الأمر كذلك فلماذا لم يتم التضحية بأمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل، ووضعه فى السجون وكفى مصر شر الثورات والدماء وسقوط القتلى والضحايا، وتراجع كافة مؤسسات الدولة بمستويات غير مسبوقة؟!!!.
أحمد عز تعرض لأزمة صحية عنيفة، بعد إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، وتم نقله على أثرها إلى مستشفى سجن طرة، ثم قررت إدارة السجن إعادته إلى محبسه مرة أخرى، رغم طلب رجل الأعمال بإبقائه تحت الملاحظة المستمرة بالمستشفى، وعلى الرغم من تكرار شكوى رجل الأعمال من عدم ملاءمة محبسه لوضعه الصحى، وتقدم إلى إدارة السجن بتقارير طبية موثقة من أطبائه المعالجين على مدى السنوات الأخيرة، مرفق بها سجل مرضى مفصل، يكشف معاناته من أمراض القلب والضغط.
وفى النهاية لا يعقل أن تتقوقع الثورة إلى هذا الحد، ويصبح كبش الفداء شخص وحيد كل اتهاماته أنه احتكر سوق الحديد، وتم حبسه، ومع ذلك شركاته تعمل بنفس الكفاءة وتحقق أرباحا وهو رهين محبسه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة