فعلها مرسى ونسف الجسر الواصل بين القاهرة ودمشق، فعلها مرسى وجرؤ على الإعلان عن قطع العلاقات مع سوريا، فعلها مرسى بحماقة سياسية كفيلة بدخوله التاريخ من باب التواطؤ والشبهة والتخبط وانعدام المسؤولية وعدم الوعى بالموقع الذى يشغله ولا بقدر البلد الذى يحكمه.. فعلها وجرنا معه إلى أفق مجهول لا يعلم إلا الله ماذا يمكن أن يؤدى بنا.
قطع مرسى الحبل السرى الواصل بين مصر وسوريا، بينما سفارة العدو الصهيونى عامرة بأهلها وناسها على ضفاف النيل، والسفير الصهيونى رايح جاى أسبوعيا بين القاهرة وبلاده، وبيريز مازال محتفظا بنص الرسالة العاطفية الملتهبة التى وصلته من قصر الاتحادية عبر وزارة الخارجية، ممهورة بإمضاء الرئيس المصرى، فكيف يستقيم الأمران أو المصيبتان.. مرسى يحتضن تل أبيب ويعلن الحرب على دمشق.
بأى منطق فعل مرسى هذه الجريمة السياسية؟ تنفيذا لأجندة أمريكية غربية تقضى باجتياح سوريا مثلما اجتاحت العراق من قبل؟ أم هروبا إلى الأمام من أزماته السياسية والاقتصادية وإخفاقاته على المستوى الخارجى؟ أم استباقا لما يمكن أن يحدث يوم 30 يونيو؟
كيف يمكن أن نفهم ما فعله مرسى؟ مصر لم تفعلها مع أى من الدول العربية سابقا، وعندما أقدمت بعض العواصم العربية المتشنجة فى جبهة الصمود والتصدى على قطع العلاقات مع مصر، بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد، لم تعاملها مصر بالمثل وكانت تستقبل الوفود العربية والمسؤولين حتى انزاحت الغمة وعاد العرب إلى أحضان الشقيقة الكبرى، مثلما تعود المياه إلى النهر بعد موسم جفاف.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة