مشهد الظهور الرئاسى فى استاد القاهرة لا يحتاج إلى تحليل سياسى أو كتابة تنتمى إلى الفئة الجادة.. المشهد بأكمله فى حاجة إلى حمادة سلطان، أو عزب شو، أو عادل الفار، أو أى مونولوجست درجة تالتة، يبحث عن مادة سيئة السمعة لكى يستوحى منها «نكته» و«إفيهاته».
منذ أن أصبح رئيسا للبلاد وعلى مدار السنة الفائتة بظلمتها، و«هبلها»، يملك الدكتور مرسى فى رصيده الخطابى 4 خطب جماهيرية، واحدة منها فقط أمام جموع الشعب العادى، أما الثلاث الباقيات، فكلها كانت أمام أهله وعشيرته أو تحديدا أمام الحشود الإخوانية والسلفية التى تم تعبئتها بالأمر، من أجل إيهام الناس بأن الرئيس العاجز عن إدارة شؤون البلاد يملك بعضا من الشعبية، وتكرار هذا النوع من الحشد الإخوانى والسلفى من أجل «التصفيق» للرئيس، يمكنك أن تستخلص من خلفه رعب محمد مرسى من مواجهة الجمهور المصرى الحقيقى الذى هتف ضده أمام المسجد بعد صلاة الجمعة الماضية.
وبعيدا عن «الجبن» الرئاسى من مواجهة المواطنين الذين أخلفهم وعده، تتبقى لنا على «مهزلة» استاد القاهرة والخطاب الطفولى والتحريضى والتهديدى عدة ملاحظات.
1 - أن تأتى دعوة الجهاد علنية من الشيوخ، ومعها قرار مرسى بقطع العلاقات مع سوريا بعد الإعلان الأمريكى عن تسليح المعارضة، فهو أمر يرفع مستوى إدراكك إلى الحد الذى تفهم من خلاله بأى يد توجد أطراف خيوط العرائس المسماة بشيوخنا وحكمائنا.
2 - من حقك أن تشكك فى نوايا الدعوة للجهاد فى سوريا، طالما لم تجد على رأس الأفواج المسافرة صفوت حجازى، وخالد عبد الله، وعمر وأسامة محمد مرسى، وباقى أبناء وأشقاء الشيوخ والوزراء.
3 - ألم يخجل عاقل فيكم من الذين هللوا وصفقوا دون أن يفهموا لأى سبب تم تعبئتهم فى الأتوبيسات من استغاثة الشيوخ بأمريكا وأوروبا، ألم تخجلوا من ماضيكم القريب الذى كانت فيه أمريكا شيطانا أكبر، تصنع الأفلام المسيئة للنبى عليه الصلاة والسلام، والغرب كافر يحيك المؤامرات ضد الإسلام.. ألم تهن نفوسكم، وشيوخكم يستغيثون ويطلبون المساعدة من أمريكا وأوروبا؟
4 - هل امتلكتم صكوك الجنة والنار حتى تمنحونا إياها، وتسلبوها منا على حسب التوقيت المحلى لمصالحكم وأطماعكم ؟ أقول ذلك لأنه وطبقا لفتوى الشيخ عبد المقصود، والتصديق عليها بقرار جمهورى رسمى.. اكتشفت أنى كافر.. بناء على وجود فتوى دينية سلفية.. وتصديق رئاسى رسمى.. وتهليل وفرحة آلاف المسلمين فى الاستاد بأنى كافر.. وهل تعنى فتوى الشيخ عبد المقصود العلنية وتصديق الرئيس عليها بهزة رأس، أن يتوقف كل من ينوى الخروج أو سيخرج فى مظاهرات 30 يونيو عن الصلاة والصوم وأداء الزكاة باعتباره كافرا.
5 - كيف أصدق أن مرسى رئيس لكل المصريين، وهو سمع بأذنه فتوى تكفير معارضيه وخصومه، وبدلا من أن يقف ليعتذر لجموع الشعب، قام بهزهزة رأسه وكأنه يؤمن على الفتوى ويرتاح لها.
6 - مبارك عاش زمنا يتاجر بالقضية الفلسطينية حتى يصرف الناس عن كوارثه السياسية، وأنت بدأت التجارة بقضية سوريا التى تم تنظيم المؤتمر تحت دعوى نصرتها، بينما لم تحتل مشاكلها سوى ربع المساحة الزمنية لخطابك الذى انصرف بقيته للهجوم على معارضيك وتهديدهم.
7 - هل كنت تنتظر من العقلاء أن يهللوا لقرارك بقطع العلاقات مع سوريا ؟ لا يادكتور مرسى نحن لا نهلل سوى لقرارات الرجال، التى تنبع من إرادتهم لا من إرادة واشنطن، وكيف أصدق أصلا أنك قادر على اتخاذ قرار بقطع العلاقات مع أى دولة، وأنت الرجل الذى قال لشيمون بيريز صديقى الحميم، وتمنى لدولته إسرائيل دوام التقدم، ولم تجرؤ على إدانة مايحدث فى الأقصى من انتهاكات، ولم تجرؤ على طرد السفير الإسرائيلى من القاهرة، ولم تملك شجاعة اتخاذ قرار قطع العلاقات، رغم المذابح التى يتعرض لها المسلمون فى ميانمار.
8 - كيف أصدق أنك تخشى على سوريا ودماء أهلها، وأنت من قلت قبل الانتخابات الرئاسية، أنك لن تضع يدك فى يد رئيس يدعم نظام بشار، ثم شاهدناك بعد شهور فى أحضان الرئيس الإيرانى، وبوتين الروسى، ورئيس وزراء الصين، وكلها دول تمثل الداعم الرئيسى لبشار.. ألا تخجل من الكذب؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة