وصلنا إلى وضع لا نعرف كيف نتعامل به مع خطابات ورسائل الرئيس مرسى، هل نتعامل معها بعقل وحكمة وتماسك وهدوء أعصاب؟ أم نلجأ مضطرين إلى استخدام وسائل أخرى تعيننا على الاستماع إلى خطاباته وفهمها واستيعابها والصبر عليها؟.. فهذه النوعية من الخطابات لا تستمع إليها وحدك ودون الحيطة والحذر من حدوث أزمات صحية ناتجة عن حسن الإنصات والانتباه إلى كلمات الرئيس وإيماءاته وإشاراته التى لا تعرف إلى أى اتجاه تسير. فإذا اضطرتك الظروف وكان لديك فائض من الوقت للاستماع إلى خطابات الرئيس عليك بالدعاء أن يثبت الله عقلك ودينك، أما إذا كنت من أصحاب أمراض «الضغط والقلب» فالنصيحة هنا واجبة بالانصراف فورا من أمام شاشة التليفزيون لأن صحتك أهم من ستين ألف خطاب للرئيس أمام الأهل والعشيرة.
ما حدث فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة أول أمس تحت مسمى غريب جدا اسمه «مؤتمر الأمة المصرية لنصرة الشعب السورى» يندرج من هذه النوعية من الخطابات التى تصيب بالجلطة الدماغية أو الذبحة الصدرية المفاجئة أو العته والتخلف العقلى فى حالة التعامل معها بجدية وبعقل، لأنها تندرج تحت نوعية مسرحيات العبث واللامعقول والهزل الذى لا يمكن التعاطى معه بعقل على الإطلاق.
منذ البداية ومع شعار الحشد فى الصالة المغطاة يبدأ صندوق الدنيا العجيب، بداية من شعار «الأمة المصرية»، الذى لا يتناسب طلاقا مع أدبيات وكتابات وأفكار السادة المجتمعين من أصحاب الفكر السلفى والإخوانى والجهادى فهم لا يؤمنون بفكرة الأمة أو الوطن، وكما قال مرشدهم السابق «طظ فى مصر وأبو مصر» – حتى لا ننسى - ومصر لديهم معبر وولاية وليست مقرا أو دولة، كما هو معلوم للهدف الأسمى وهو الخلافة والتنظيم الدولى، ثانيا الرئيس وافق على تقسيم المصريين إلى مسلمين وكفار، ففى حضوره وموافقته بالصمت استمع إلى من يكفر المعارضين ويدعو عليهم بأن يصب الله عليهم جام غضبه ولعناته ويدحرهم ويدق أعناقهم، ثالثا الرئيس حسم أمره وقرر المضى وبسرعة فائقة فى المخطط الأمريكى القديم لزرع الفتنة والانشقاق وتقسيم العالم الإسلامى إلى سنة وشيعة، ولأول مرة فى تاريخها القديم والحديث والمعاصر تصطف مصر فى معسكر طائفى ومذهبى وليس قوىيا وعروبيا، وقد فعلها مرسى والإخوان إرضاء للأمريكان والسلفيين لتثبيت أركان العرش قبل 30 يونيو، بما فيها القرار العجيب والمدهش بقطع العلاقات مع سوريا الأسد وهو غير عالم بما يجرى هناك من صراع إقليمى ودولى على أرض سوريا لا ناقة ولا جمل لمصر فيه. لا نريد سوى أن يلهمنا الله الصبر ويثبت عقولنا وديننا.. ياااارب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة