فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى وفى أعقاب الغزو السوفيتى لأفغانستان والرفض الأمريكى له، كان من الضرورى أن يتم الاستعانة بما يعرف بالمرتزقة أو من يقومون بالحرب بالوكالة، بدلاً من الأمريكان الذين رفضوا ان يدخلوا فى صدام مباشر مع القوات الروسية فى المستنقع الأفغانى خوفاً من نشوب حرب عالمية ثالثة، ولم يكن امام الأمريكان سوى أكبر دولتين فى العالم العربى وهما مصر والسعودية حيث تبنى الرئيس الراحل أنور السادات والحليف الأكبر للأمريكان فى المنطقة عبء إرسال الشباب المصرى خاصة من كان ينتمى إلى التيار الإسلامى للحرب فى أفغانستان، وكان نصيب المصريين كبيراً فيما عرفوا بكتائب الأفغان العرب التى تم تكوينها من كل المحاربين العرب الذين ذهبوا إلى أفغانستان للحرب بالوكالة بدلاً من الأمريكان، والمفاجأة أن تدريب وتسليح الأفغان العرب كان بإشراف كامل ومباشر من المخابرات الأمريكية.
هذا هو المشهد الذى أفرز ما يعرف بعد ذلك بتنظيمات العائدين من أفغانستان وهى التنظيمات التى ارتكبت جرائم القتل والذبح والتفجيرات الإرهابية فى كل البلدان العربية التى عادت إليها، وكانت مصر من أكثر الدول تضرراً من هذه التنظيمات سواء العائدة من أفغانستان أو السودان أو ألبانيا أو الشيشان، والآن وبعد ما يقرب من 34 عاماً يعيد الرئيس الإخوانى محمد مرسى نفس الكارثه من خلال دعوته المباشرة للمصريين للقتال فى سوريا، معتبراً ان هذا جهاد، ولا أعرف من الذى أعطاه هذه الفتوى اللهم إلا بعض المشايخ المتطرفين المحيطين به، وأغلبهم ممن كانوا يحاربون فى أفغانستان ولكنهم الآن يتصدرون المشهد السياسى ويتقدمون الصفوف الأولى مع القياده السياسية، بل يتم اختيارهم كوزراء ومخافظين «محافظ الأقصر الآن» كل هؤلاء هم وراء تحويل الشباب المصرى الآن إلى مرتزقة يحاربون بالوكالة فى سوريا بدلاً من الأمريكان والصهاينة، والنتيجة أن هؤلاء الشباب سيعودون إلى مصر ليكونوا نواة جديدة لتنظيمات إرهابية تقتل وتذبح فى شعب مصر كما حدث فى التسعينيات من القرن الماضى، فهل هذا ما يريده هذا الرئيس الإخوانى وجماعته لتخريب مصر وتحويلها إلى مستنقع دموى؟ وهل يعتقد هذ الرئيس أن الله ورسوله يرضيان عنه بعد تحويل أبنائنا إلى مرتزقة تحارب بالوكاله بدلاً من الأمريكان والصهاينة.. اللهم ارحم مصرنا من هؤلاء القتله والمرتزقه.. اللهم آمين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة