علينا أن نقف احتراماً أو نجلس بجوار الحيط، ونحن نتفرج على حركة المحافظين الجديدة، التى تؤكد أن الحركة بركة، ونستمتع بالمصادفات السعيدة التى قدمتها لنا قرارات الرئيس والجماعة، جاءت حركة المحافظين من أجل المحافظة على جماعة الإخوان بالدرجة الأولى، لايهم مصالح الجماهير العريضة أو الجماهير الطويلة أو المستديرة، التى كانت تنتظر بعض الخجل، أو بعض الإحساس، فوجدت كثيراً من الإخوان، تأكيداً للرغبة العارمة فى تحقيق الرضا الجماهيرى، والتوافق السياسى والتراتب والتناضد الاجتماعى.
ولامناص من أن حركة المحافظين الجديدة تحمل الكثير من محاسن المصادفات، وتصب فى براثن أهل الثقة وأهل المرشد، ونائبه الشاطر وأصدقائه، ولا يحق لمواطن أن يعترض على هذه الاختيارات العبقرية، أو يعتبرها نوعا من التمكين للجماعة وأهلها، أو أن الرئيس يتخذ قراراته من أجل جماعته، بل العكس هو الصحيح، لأن الجماعة تعرف أكثر من الشعب، الذى عليه أن يتقبل هذه القرارات بكل سرور. وألا يظن أن بعض الظن إثم، لأن الظن فى الإخوان من حسن الفطن، والطالع، ومن المصادفات السعيدة أن محافظة المنوفية ظلت شهوراً بدون محافظ إخوانى بعد تعيين محافظها السابق محمد على بشر وزيرا للتنمية المحلية، وظلت فى انتظار محافظ إخوانى آخر، لأن الجماعة تعتبرها من غنائم الحزب الوطنى، المنوفية كانت من أملاك الحزب الوطنى الشاذلى ثم عز، فلا يحق للشعب أن يعترض طالما الجماعة ورثت الحزب الوطنى، وبالصدفة أيضاً فإن محافظ المنوفية كان زميلاً لخيرت الشاطر. ومحافظ القليوبية حسام أبوبكر عضو مكتب إرشاد الجماعة، ومن قيادات نقابة المهندسين التى كانت أحد أهم مصادر ثروة قيادات الجماعة ومعارضها فى التسعينيات. وتستمر المصادفات بتعيين الدكتور أحمد البيلى مدير مكتب الإخوان بدمياط محافظا للغربية، والقيادى الإخوانى أسامة سليمان فى البحيرة، إمعانا فى عملية تلطيف الأجواء.
أما المصادفة السياحية فهى تعيين عادل العطار قيادى الجماعة الإسلامية فى سنوات الإرهاب محافظاً للأقصر، وهى بالمصادفة المكان الذى شهد أكبر مذبحة ضد السياح من الجماعة الإسلامية، وهو أمر من شأنه أن يساهم فى تنشيط السياحة الانتحارية. وربما يكون قتل السياح فى مذبحة الدير البحرى من المصادفات، ولا نعرف ماهو وجه الاعتراض على تعيين العطار، بينما الأمر كله فى يد الجماعة التى تتعامل مع الدولة بمفهوم الغنيمة التى كسبتها من الشعب. ولا ننسى أن الجماعة الإسلامية من مشتملات جماعة الإخوان، وهى التى «تتجرد» بقيادة السيد عاصم عبدالماجد، الذى يبذل الغالى والنفيس من أجل مساندة الجماعة، ودعمها فى مواجهة القلة المندسة التى تتمرد على الرئيس وجماعته ومشتملاتهما من جبهات وأحزاب وقيادات. ويبدو أن الجماعة تراهن رهانا كبيرا على موقف ركن عبدالماجد فى خدمة الجماعة، وخدمة الغز، وتأتى مصالح الجماهير فى مراحل تالية، أما باقى المحافظين فقد تم اختيارهم من العسكريين السابقين، والمستشارين والمهندسين أو الموظفين الموالين، تأكيداً لفكرة أن الثقة أهم من الخبرة، وأن الحزب الوطنى كان يفعلها، فلا مانع من أن تفعلها الجماعة، بحثاً عن الإنجاز، ودعما للفشل المركب لحكومة الدكتور هشام قنديل. الذى يتواصل ويستمر فى إطار المصادفات الكبرى لجماعة الشاطر، ومصادفاتها السعيدة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة