كان الدكتور محمد مرسى يقود فضيحة مؤتمر أهله وعشيرته، لتقديم عربون الولاء إلى أمريكا، بإعلانه قطع العلاقات مع سوريا، ودعوته للجهاد فيها، ومباركته الخطط الأمريكية والإسرائيلية بتقسيم أراضيها، كان يفعل ذلك بينما تقرر نيابة أمن الدولة العليا، حبس صاحب شركة خاصة فى بورسعيد 15 يوما فى اتهامه بالتجسس لصالح إسرائيل، وإمداده لجهاز الموساد الإسرائيلى بمعلومات عديدة من بينها، تقارير عن جنسيات السفن التى تعبر قناة السويس، وتسليح الجيش أثناء وجوده فى شوارع بورسعيد، بعد الأزمة التى أعقبت صدور أحكام بالإعدام على المتهمين فى مذبحة استاد بورسعيد.
نحن أمام خبر يجدد التأكيد على كيفية تعامل إسرائيل مع مصر كعدو حقيقى لها، فتأتى بجواسيسها، وتجمع المعلومات عن أحوالنا، وتستعد ليوم النزال معنا، بينما يرى حكم الأهل والعشيرة أن «بشار» هو العدو لنا، وأن سوريا ملعب جديد لجهادهم المزعوم، وأن حزب الله «إرهابى»، أما الجيش الحر وجهاده فى المناكحة فقد أصبح عندهم رمز الجهاد
دعا المتشنجون فى استاد القاهرة إلى حرب السنة والشيعة، وتباهوا بإرسال السلاح إلى قومهم فى سوريا، بعد أن قرأوا الفاتحة على تقسيمها كمقدمة لتقسيم مصر.
كان كبيرهم يلوح بعلم مصر، وعلم سوريا بنجومه الثلاثة التى تشهد على زمن كانت فيه مصر وسوريا بلدا واحدا، باسم الجمهورية العربية المتحدة، لم يرفع العلمين تعبيرا عن وحدة منشودة، وإنقاذا لشعب من نار الاستبداد كما يزعم، وإنما رفعه لتجديد الحرب بين بنى أمية والحسين بأوامر أمريكية، ورعاية إسرائيلية، والدليل يأتى من الأفراح الإسرائيلية لما حدث فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة، فقد قدم مرسى وجماعته عربون المحبة، ودور الوكالة فى المنطقة لتل أبيب وواشنطن، فلم تعد القدس، ولم تعد فلسطين مصدرا لإلهام الجهاد لهؤلاء الذين يتحدثون فى السر عن «أبناء القردة والخنازير»، ثم تفضحهم خطابات المحبة والصداقة مع شيمون بيريز.
انطلقت الحناجر فى الاستاد بهتافات لتكفير من يخالفهم، ورددوا الدعاء وراء تجار الدين الذين أمسكوا الميكروفونات بلحاهم، ووجوههم الكئيبة، وقلوبهم الغليظة التى تلوى عنق حقائق الإسلام الحنيف لصالح أغراضهم الخبيثة، يتعامل هؤلاء على أنهم وكلاء الله على الأرض، ويسخرون نصوص الدين بما يتناسب مع هواهم، هم لا يعرفون ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضى الله عنه: «هلا شققت عن قلبه»، حينما روى أسامة لنبينا الكريم عن الكافر الذى نطق بالشهادتين، ورغم ذلك ضربه أسامة بالسيف حتى قتله، بعد أن ظن أن هذا الكافر ينطق بالشهادتين نفاقا، وظل النبى يردد أمام أسامة وهو حزين: «أقتلت رجلا يقول لإله إلا الله»، حتى قال أسامة: «وددت أنى لم أكن أسلمت إلا يومئذ».
يهرب مرسى وجماعته من مأزق الداخل إلى ملعب الخارج، يتصورون أن الخارج سيأتى بدباباته حماية لهم، دخلوا فى لعبة مقايضة رخيصة أملا فى جذب السلفيين إلى صفوفهم بالحرب على الشيعة عبر التراب السورى، دعوا إلى فتح باب الجهاد للمصريين بسفرهم إلى سوريا، لكنهم لم يدعوا إلى الجهاد فى فلسطين، طردوا السفير السورى، وأبقوا على السفير الإسرائيلى، فأى محبة تلك التى دبت فى قلوبهم، وأى مخطط سرى يتم تنفيذه معه؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة