أكتب عنك وعن بلاويك إيه يابعيد وانت فيك كل العبر؟! وياترى ياهلترى لو كتبت هتفهم؟!.. وكيف أسال من ينتج عقله تلك التفاهات الفكرية والسياسية، إن كان سيفهم أم لا؟. هل يمكن أن يستوعب رجل مثل عصام العريان أى كلام صادر عن أصوات غير حيوانية؟!.. لا أعتقد.
المشهد حينما يكون بهذا الشكل، يؤكد لك أن العريان لن يقرأ، وإن قرأ لن يفهم، وإن حاول أن يفهم سينتج لك كل ماهو مثير للشفقة والاشمئزاز، ويدفعك للترحم على العصور الحجرية التى كان فيها إنسان الغاب طويل الناب، أكثر إدراكا لما يدور حوله.
المشهد ظهر فيه العريان الذى يجمع كل هذه المسميات نائبا برلمانيا ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، ونائب رئيس الحزب، وقيادى فى مكتب إرشاد الإخوان، وهو يقف تحت القبة ليضرب للناس مثلا فى السذاجة الفكرية «والهرتلة» السياسية، ويطلب من ممثل وزارة الخارجية المصرية أن يهدد الإمارات، وأن يخبر حكامها بأنهم عبيد عند الفرس.
تخيلها هكذا يا عزيزى.. جريمة كاملة «الغباوة»، نائب رئيس الحزب الحاكم يطلب من وزير الخارجية أن يهاجم الإمارات، ويقول لحكامها أنتم عبيد، وكل هذا تحت قبة البرلمان.. وكأنه يقول لأبوظبى هذا هو موقف الدولة الرسمية.
أطباء علم النفس لن يبحثوا كثيرا عن كائن حى يصلح للتجارب الخاصة بدراسة تأثير السلطة على العقل.. الدكتور عصام العريان موجود، ويمارس هوايته المفضلة فى «الهلفطة» الفكرية، والتأكيد على أن تعرض الإنسان لمسّ من السلطة، أسوأ بكثير من تعرضه لمسّ من الجن.
عصام العريان فقد وقاره، ومعه الكثير من الأشياء التى نحتاج إلى مساحات صحفية مخصصة للكبار فقط لكى نذكرها، دون أن نخدش حياء الصغار، وهل يمكن أن يملك المزوّرون والمدلسون بعضا من أى حياء، حتى لو كان الحياء الأنثوى؟
العريان فقد حياءه مثلما فقد عقله ووقاره من قبل، وقال ببجاحة محترفى الكذب إن الثورة المصرية نجحت بحكمة الجيش المصرى الذى احتضنها منذ البداية، والثورة التونسية نجحت بمساعدة المخابرات، والتدخل الليبى هو سبب نجاح ثورة ليبيا، بينما مساعدة دول الخليج كانت السر فى نجاح ثورة اليمن.. هكذا وبكل بساطة وبمهارة سارقى الحقوق، وراكبى الثورات، شطب العريان الشعوب العربية من قائمة صناعة ثورات الربيع العربى.. هكذا وبخفة يد العابثين فى أتوبيسات النقل العام المزدحمة، نشل عصام العريان حق الشعوب العربية فى الثورة ضد الظلم، ونسبها إلى جهات وأجهزة ودول جاهرت بعدائها للثورة، والخروج على الحاكم.
رؤية العريان السابقة فى الثورات العربية، ربما يكون منبعها التربية الإخوانية، وكرباج المرشد الذى طالما أخضع عصام العريان، وهو يعلّمه أن الإخوان ليسوا أهل ثورة، مثلما قال مرسى من قبل فى تسجيل بالصوت والصورة، ولكنها فى ذات الوقت رؤية، تؤكد أن الإخوان لا يجدون أى وجع ضمير فى استحلال ما هو ليس لهم، أو تزييف الواقع والحقائق مادام سيكون ذلك فى مصلحتهم.
العريان فى تصريحه السابق له الفضل فى التأكيد على أن الكائن الحى، يمكنه أن يصل إلى مرحلة «السطل»، وإعلان تزاوج أنثى الهذيان بذكر الهرتلة، دون السقوط فى فخ الإدمان، فقط يكفيه أن يقوم بتعمير «الطاسة» على الطريقة «العريانية» ليتجاوز بتغريداته وتصريحاته المثيرة للشفقة السياسية، مرحلة «العكشنة»، وعبقريات عمرو مصطفى، ويصبح شيخ طريقة نفسه.. شيخ الطريقة «العريانية» التى تتخذ من «اللامنطق» منهجاً، ومن قلة الحيلة والغلب السياسى شعاراً.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة