عادل السنهورى

أحاديث الرئيس والإفلاس السياسى

الأحد، 02 يونيو 2013 06:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تتطور لغة الخطاب السياسى للدكتور محمد مرسى، ولم يطرأ عليها أى تغيير منذ خطاب الاتحادية أمام الأهل والعشيرة بعد فوزه بالمنصب الرئاسى فى يونيو الماضى. اللغة الأمنية والبوليسية التى تسيطر على الخطابات الأخيرة للرئيس مرسى تشعرك بأن الدكتور مرسى كانت لديه أمنية ورغبة قديمة فى الالتحاق بكلية الشرطة، والتخصص فى إدارة مباحث أمن الدولة، بالإضافة إلى براعة الدكتور مرسى وحبه الشديد لخطب الجمعة، لكنها حقيقة تعكس حالة الارتباك والتوتر الشديد له، وحجم الضغوط التى يتعرض لها من جماعته المسكونة بهواجس المؤامرة التى يظنون طوال الوقت أن هناك من يدبرها ضدهم. الدكتور مرسى هو جزء من منظومة التفكير الأسود والمغلق للجماعة، ولم ينتقل حتى الآن من حالة الجماعة الإخوانية إلى الرئيس الفعلى الذى يحكم بلد بحجم وقيمة مصر، بتنوعه الثقافى والفكرى والسياسى، ويدرك طبيعة المنصب وضروراته ومتطلباته، فأحاديث الأصابع التى تلعب فى مصر، إلى حديث «مين وفين وإزاى» تؤكد أن الرئيس مازال يعيش الحالة البوليسية والأمنية التى لم يحاول التخلص منها حتى الآن، فالرئيس مثل جماعته لا يثق فى أحد من الجماعة السياسية فى مصر من المعارضة، أو حتى من الحلفاء من السلفيين، ويتعامل معهم كضابط أمن دولة وليس كرئيس، فالطبع هنا يغلب التطبع، والنشأة والتربية السياسية داخل الجماعة على السمع والطاعة دون نقاش أو تفكير أو جدال لن تحدث التغيير الواجب فى شخصية الرئيس وتكوينه الفكرى، رغم أننى كنت أراهن على إمكانية التحول الإيجابى من عضو الجماعة إلى الرئيس، لكن بعد ما يقرب من عام لم تتغير لغة الخطاب الملىء بلغة التآمر من الناس. خطابات وأحاديث لا تعبر إلا عن الفراغ السياسى، وفقدان الرؤية، وغياب العقل المخطط للدولة فى وقت تتعرض فيه لمخاطر تهدد مصيرها ومستقبلها. الخطاب الأخير يكشف حالة الإفلاس السياسى، فالرئيس يهدد الإعلام والمعارضة فى الوقت الذى تقوم فيه إثيوبيا بتحويل مجرى النيل، وبدلا من أن ينصب حديثه على الأزمة الكارثة راح يهدد المعارضة والإعلام.. اللهم ألهمنا الصبر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة