سيبك من الأعداء.. فهم يكرهونك كنظام حكم، ويريدون تقطيع علاقاتك العربية والإقليمية، هذا عن العدو الشرير والشيطان الفظيع، لكن ما بالنا نرى قيادات جماعة الإخوان، يسعون بكل جد من أجل تمزيق علاقاتها بالدول العربية، وتفخيخ علاقاتها الأفريقية، ويبذلون الغالى والنفيس من أجل جعل نظام الرئيس مرسى فى عزلة، قيادات الجماعة، وليس جبهة الإنقاذ أو المعارضة والمتمردين. ولعل آخر مثال لهذا العبقرية السياسية لقيادات الإخوان، مايفعله القيادى الإخوانى الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الجماعة، الذى وقف فى مجلس الشورى ليشن هجوما كاسحا على الإمارات العربية، ويتهمها بالتآمر على مصر والسعى لتدميرها، وقبل هذا أعلن العريان أن بنوك الإمارات تحمل الأموال المصرية الهاربة والمهربة، وهى ليست المرة الأولى، بل إنه وعددا من قيادات الجماعة، اتهموا الإمارات بالتآمر على الثورة، لو فعل أعداء مصر لكان الأمر منطقيا، أما وقد فعلها بكل إصرار وتربص الدكتور العريان، فهو لغز.
الإمارات من الدول التى ترتبط مع مصر بعلاقات تتجاوز الحكام، ويحمل المصريون للإمارات مشاعر طيبة، لمواقف تاريخية للراحل الشيخ زايد فى حروب مصر، والرجل لم يتردد أبدا فى تقديم كل خير ومساندة لمصر، وحفظ أبناء زايد العهد والود.. ناهيك عن مئات الآلاف من المصريين، يعملون فى الإمارات، ومن باب المصالح المتبادلة فالاستثمارات الإماراتية فى مصر جزء من الاقتصاد، مثل باقى الاستثمارات، التى يحتاجها البلد، وطبيعى أنه فى حالة ظهور مشكلات، أن يتم اللجوء للطرق الدبلوماسية والقنوات المعروفة، وحتى فيما يخص قضية المصريين المتهمين فى الإمارات بتأسيس تنظيم للجماعة، ققد أدير بطريقة انتقائية، نحن مع مساندة المصريين جميعاً بلا تفرقة، وليس فقط أنصار فصيل وإهمال آخر.
مثل هذه التصريحات من قيادى يفترض أنه رئيس لجنة العلاقات الخارجية، يثير علامات الاستفهام والتعجب، وقد رأينا قيادات أخرى تحاول التملص من التصريحات، بعد ردود الأفعال الإماراتية الغاضبة، والمفارقة أنه فى الوقت الذى يستأسدون فى مواجهة دول عربية، تربطنا بها علاقات دم، يتراجعون أمام أمريكا ويحرصون على إرضائها.
وعليه فإن من يديرون العلاقات الخارجية، إما أنهم هواة ولا يعرفون مصالح البلاد، أو أنهم يتعمدون الإضرار بنظرية الجاسوس السوفيتى لأمريكا. لأننا نرى ملف العلاقات الخارجية، يدار بطريقة تدمر العلاقات الأفريقية والخارجية، فالتحرك فى مواجهة السد الإثيوبى، بدأ بهدوء حيث يجب الحسم، وتهديد حيث يجب التفاوض، مع تسريب أسرار وسوء إدارة، انتهى بتوتر، وكشف عن تصحر الفكر، وكله بسبب تهميش وزارة الخارجية ومنح الملفات لهواة وفاشلين.
كل هذا ومؤسسة الرئاسة تواصل الاعتماد على الفاشلين، الذين يعجزون عن إدارة الملفات، ظنا أن أمريكا هى الأهم، وإذا قال قائل إن هذا فشل، وأن قيادات النظام لامصالح فى النيل والسد قطعوا، ولا علاقات عربية أبقوا.. وإذا قلت لهم: يافاشلين.. يبحثون عن شماعة يعلقون عليها فشلهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة