خذ نصيبك من السحق قبل فوات الأوان، وعدنا المتأسلمون فى يوم مليونيتهم برابعة العدوية بسحق أكيد، وها هى البشائر، عرض خاص ولفترة ممدودة، كل من يعارض حكم المتأسلمين قتيل، كل معترض كافر، كل مختلف فاجر، هذا رافضى يسب الصحابة، وهذا علمانى ينكر الدين، وهذا شيوعى يعبد ماركس، اختر لنفسك صفا وقف، وانتظر دورك فى السحل والسحق، هذا ما وعد البهتان وتوعد المتأسلمون، وإن لم تتخير لك صفا، فما عليك إلا الانتظار قليلا حتى يختار لك القتلة فريقا ليضمونك إليه، وحينما تأتى ساعتك فلا تندهش ولا تتعجب، فقد فات أوان الدهشة، وأتى يوم لم تحسب له حساب.
خذ نصيب من الدم، وما تلك المذبحة التى ارتكبها مجرمون مشبعون بأفكار العقارب سوى "عينة" مما يدخرون، أربعة مسلمون، يقتلون ويسحلون ويعذبون وينتهكون، فقط لأن أفكارهم لا تعجب كهنة الوهابية، فقط لأن السعودية تدفع أكثر، فقط لأن الوهابية حل سحرى لأصحاب العقول المعطلة، فقط لأن المعونات والتمويلات من الدول الوهابية لا تنقطع، فقط لأنهم الآن "الحكومة" رئيسهم يجلس معهم على الأرض، يأكل الفتة بيديه الملوثة بدماء الأبرياء، يقضم اللحم بأسنانه النابية، يقبلهم أيدى الكهنة سرا، ويقبلون رأسه علانية.
أشحن عينيك بمشهد الدماء، جرب الاعتياد عليها، فهؤلاء الأجلاف يكنون عشقا لا يحد للدماء، غراما عتيق بالبدائية، فيهم من إنسان الغاب كل شىء حتى حوافره، فيهم الشر كامن ويحسبون أنفسهم أبرياء، هم الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا، وهم الأخسرون أعمالا ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، هم من يسترخصون الروح، سر الله الذى وضعه فينا، فيقتلون على الشبهة ويعذبون بلا رحمة، وينتهكون مكبرين مهللين محلقين رؤوسهم فى سماء الشيطان.
فى محاولة مقززة لإبراء ساحة هؤلاء المجرمين حاول المذيع الذى يزعم أنه "شيخ" خالد عبد الله على قناة "الناس" أن يستعين بأحد من قال إنهم "شهود عيان" ليروى للناس الواقعة من منظوره، فبدلا من أن يبرئ ساحتهم أكد الجريمة عليهم، إذ قال شاهده الملاكى إن سبب قتل هؤلاء الأربعة الشيعة هو أنهم كانوا فى طريقهم لحضور "درس" ليشتموا فيه الصحابة والسيدة عائشة، وكأن كهنتهم يعلمونهم الاطلاع على الغيب قبل أن يملئوا قلوبهم حقدا وغلا وكراهية للبشر والبشرية.
أختلف مع الشيعة فى اعتقادهم ومذهبهم، وأعرف أن منهم من يتطاول، ومنهم من يفترى، لكن آدميتى تأبى أن أرى مشهدا كهذا، يعيدنا إلى عصور ما قبل الديانات وما قبل التاريخ وما قبل الإنسانية، ليأخذنا مشهد سحل الشيخ حسن شحاتة وأتباعه إلى أحط عصر من عصور الغابة، ودعنى أذكرك بأن "الأمن والأمان" احتل فى برنامج رئيسهم الانتخابى مساحة شاسعة، ولنرى الآن فى تلك المذبحة الوهابية "عينة" للأمن والأمان فى عصر الإخوان وحلفائهم، فقد أصبح القتل فرضا والسحل سنة والانتهاك نافلة، تلك شريعتهم وهذا دستورهم، تلك ضبطيتهم القضائية التى دشنوها، تلك غابتهم المنشودة، وهذا عهد الأمان لمن يخالفهم، يتساءلون: لماذا حكمت المحكمة بتورط حماس وحزب الله قبل 30 يونيو؟ ثم يجرون بروفة إبادة لمخالفيهم، يتساءلون: لماذا أذاع الجيش بيانه المتوعد قبل 30 يونيو؟ ثم يضربون أممنا الوطنى فى مقتل، يتساءلون: ماذا رأيتهم من الله حتى تكرهوا شريعته؟ وينسون أننا رأيناهم وكرهنا ذلك اليوم الذى تعاطفنا فيه معهم، منتظرين بفارغ صبر ذلك اليوم الذى نقتلعهم فيه.