نحن الآن فى مرحلة المؤامرات، والأحلام والمنامات، وهى أمور يصعب إمساكها أو تصديقها أو تكذيبها، فقد اعتدنا أن نسمع كل يوم عن مؤامرة تحاك ضد نظام الرئيس مرسى وجماعته، وفى نفس الوقت يخرج قيادات الجماعة ليعلنوا عن ظهور الرئيس مرسى فى أحلام القيادات، التى تنبئ بمستقبل باهر للبلاد والعباد، بينما نفس العباد يعانون من أزمات البنزين والسولار والانفلات الأمنى. ولا نعرف لماذا لا نرى محاولات السادة الحالمين لحل أزمات العباد ودعم الرئيس بما هو أكثر من الأحلام. أو توظيفها لكشف المؤامرات حتى يريحوا ويستريحوا.
ولايمر يوم إلا ويتحدث الرئيس وتتحدث قيادات الجماعة عن مؤامرات خارجية وجماعات مجهولة وهمية، لا أحد تعرف عليها. مرة كان الحديث عن الحارة المزنوقة، وأخرى عن مؤامرات خارجية. وحتى أزمات وطوابير السولار والبنزين والمرور والأمن تتحول هى الأخرى إلى مؤامرة بينما لا يتم تحميل الحكومة والوزراء مسؤولية الفشل. وكأن ما يظهر حولنا فى القاهرة والمحافظات أزمات مفتعلة من أعداء الأمة، والمتآمرين على نهضتها. فضلا عن الإعلام، الذى أصبح هو المسؤول الأول عن حياكة المؤامرات، وتضخيم الأزمات.
وآخر حديث عن المؤامرات جاء على لسان الرئيس محمد مرسى الذى تعهد بكشف حقائق جديدة عن مؤامرات ضد مصر، وليست هى المرة الأولى التى يعلن فيها الرئيس عن مؤامرات ومتآمرين، وقال إن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، والنظام السابق لن يرجع.
فهل كان يقصد بمن يريدون إعادة العقارب المعارضة أم ناسا آخرين، وهل مايزال بتوع الحارة المزنوقة يتآمرون، ولماذا لم يتم كشفهم حتى الآن. ومن هم الذين «يريدون أن يحجبوا الحقيقة ويضللوا الشعب، بمحاولة إفشال الثورة، ويحنون إلى الماضى»؟
الرئيس خطب مؤيدا لمليونية مؤيديه، وأثنى عليهم وقال إنهم عادوا بالثورة إلى اتجاهها الصحيح. ولم يلتفت إلى أن السادة الخطباء شنوا هجوما على المعارضة وأخرجوها من الملة، وهددوا وتوعدوا كل من يخرج للتظاهر بالويل والثبور وعظائم الأمور. وتجاهل الاتهامات المرسلة والتهديدات الواضحة. ثم إن الرئيس غمز ولمز عن المتآمرين. وفى الوقت نفسه دعا للحوار مع المعارضة، وطالبهم بألا يضعوا شروطا.
وفى ظل الحديث عن مؤامرات لا يتم الكشف عنها، وتقارير مجهولة عن خطط مجهولة، يصعب اعتبار أن الرئيس مرسى يمتلك رغبة فى لم الشمل أو تخطى الأزمة. ولا اعتراف بفشل حكومة قنديل الأولى والثانية. ولا الأخطاء التى قاده إليها مستشارو سوء وطماعون.
لكن فى نفس الوقت الذى يدور فيه الحديث عن المؤامرات، يعلن قيادات جماعة الإخوان عن رؤى ومنامات من الإخوان منها ما قاله أحد مؤرخى الجماعة عن شخص قال إنه رأى النبى صلى الله عليه وسلم يقدم الرئيس مرسى ليؤم الناس فى صلاة العصر. ورؤيا ثانية «أن الناس كانوا فى الصحراء ومعهم 50 جملا عطشانا، فاستغاثوا، فانفجرت ساقية ماء وصدر صوت قال ارعوا إبل الرئيس محمد مرسى. ثم رؤيا ثالثة عن رجل رأى ثمانى حمامات خضراء على الكتف الأيمن للرئيس محمد مرسى، وفسرها صاحبها بأن الرئيس مرسى سيكمل الثمانى سنوات فى حكم مصر. كل هذه المنامات والأحلام، لماذا لا يتم توظيفها لحل الأزمات، ومواجهة المؤامرات. وتحقيق نجاح بدلا من فشل مقيم لا يرضى الله ولا الرسول.