كتبت هذا المقال يوم 24 إبريل الماضى، وأعيد نشره بعد الحكم الذى أصدره المستشار خالد المحجوب فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون أمس الأول، مما جدد حملة الهجوم ضده من أهل وعشيرة مرسى، وإلى نص المقال:
حين تنظر إلى صورة المستشار المحترم خالد محجوب الذى ينظر قضية اقتحام سجن وادى النطرون، ستجد زبيبة الصلاة على جبينه، سيقودك ذلك إلى أنك أمام رجل لا يترك فرض صلاة، ولما تضع ذلك إلى جوار مسلكه القضائى المحترم متمثلا فى تصميمه على المضى قدما فى قضية اقتحام السجون رغم كل التهديدات، فستتأكد أننا أمام قاض يحترم عمله، يصمم على الوصول للحقيقة فى هذه القضية الغامضة، حيث عملية الهروب الكبير للمساجين من سجون مصر، ومن بينهم الرئيس مرسى الذى كان موجودا فى سجن وادى النطرون.
أقول ذلك بعد أن ظهرت حملة قذرة ضد الرجل على صفحات الـ«فيس بوك» تقودها ميليشيات الإخوان الإلكترونية، التى لا هم لها سوى تشويه المعارضين للجماعة ولحكم مرسى، ولا تخجل من الخوض فى أعراض الناس بالباطل واختلاق الأكاذيب.
عرضت الصفحات معلومات عن المستشار خالد محجوب، فيها أنه ضابط شرطة سابق، وابن الدكتور محمد على محجوب وزير الأوقاف فى عهد مبارك، وأن عمه مالك سابق لملهى ليلى فى حلوان، كما أنه متزوج من ابنة أمين تنظيم الحزب الوطنى فى المرج، ويتخلل هذه المعلومات قول مغرض: هذا هو القاضى الذى أصدر قرارا شاذا باستدعاء الرئيس مرسى للشهادة أمام المحكمة، ولنلاحظ وصف قرار القاضى بـ«الشاذ»، لنعرف هذا النصب والاحتيال المتمثل فى الرفض الغوغائى لقرار قاض يسعى للحقيقة.
يقودك ذلك إلى السؤال، هل هناك ما يعيب الرجل كونه ابنا لوزير أوقاف سابق فى نظام مبارك أو أنه كان ضابطا للشرطة؟ وهل هناك ما يعيب زواجه من ابنة أمين سابق لتنظيم الحزب الوطنى فى المرج؟ وأرد بسؤال، ألم تتزوج ابنة الفنان عادل إمام أحد أعداء الجماعة من ابن قيادى إخوانى كبير، وحضر حفل الزفاف قبل سنوات قيادات الإخوان، ألا يوجد فى صفوف الجماعة من كان ضابطا سابقا فى الشرطة؟ هل هذا حلال على الجماعة وحرام على غيرها؟ يمكن الاختلاف السياسى مع أى شخص انضم إلى الحزب الوطنى، أو أى وزير شغل منصبه فى نظام مبارك، لكن يجب عدم إغفال أن ذلك لا يسحب من رصيد احترام الذين لم يفسد منهم.
الأصل فى هذه القضية ألا يتم تقييم المستشار خالد محجوب من زاوية حسبه ونسبه، فهذا نهج يؤدى إلى تحويل القضايا الحقيقية إلى خانات فرعية، أفهم أن ندين المستشار خالد المحجوب لو تقاعس فى نظر قضاياه، أو أن ننتقده لو استسلم للتهديدات التى يتلقاها لإصراره على مواصلة نظر القضية.
أما وأنه يفعل الصحيح من موقعه كقاض، فهذا أمر يستحق الإشادة والتقدير، ويدل على أننا أمام رجل يحترم مسلكه الوظيفى الذى يأتى نتيجة تربية محترمة صنعتها أسرة طيبة ومحترمة، حتى لو كان كبيرها من قيادات الحزب الوطنى الذين تختلف معهم سياسيا، لكن لا تملك إلا أن تقدم لهذه الأسرة الطيبة كل التحية، لأن من بينهم أبناء مثل المستشار المحترم القدير خالد محجوب وكل من معه من القضاة فى هذه القضية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة