لا الله ولا رسوله يرضيان عما حدث من جريمة ذبح أربعة مواطنين مصريين يعتنقون المذهب الشيعى فى قرية أبومسلم بمحافظة الجيزة، ولا يمكن أن تقنعنى أو تبرر لى بأن منفذى عملية القتل البشعة ينتمون إلى الدين الإسلامى أو يحملون بداخلهم معنى الإسلام، لأنهم لو كانوا يعرفون الرسول حقاً لما ارتكبوا هذا الجرم ضد عدد من المواطنين مهما كانت الأسباب، فهولاء جميعاً لم يفهموا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لأن تهدم الكعبة مائة مرة أهون عند الله تعالى من قتل نفس»، ولم يقرأوا قول الله تعالى فى قرآنه العظيم: «من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً» هذا هو كلام ربنا لنا وكلام رسولنا لنا، فمن أوحى لهؤلاء القتلة بأن يفعلوا جريمتهم البشعة ضد أربعة من المصريين مهما كانت مذاهبهم أو ديانتهم؟ ولماذا الآن يتم قتل ومطاردة من يحمل المذهب الشيعى فى مصر؟ بالتأكيد هناك من يتحمل دماء هؤلاء المصريين ليس فقط من قتل أو ذبح أو سحل، بل من حرض بالقتل ضد هؤلاء المصريين الموجودين معنا منذ سنوات طويلة ولم نمسهم.
نعم، هناك من قتل ولكن من المحرض؟ الحقيقة أن أصابع الاتهام يجب أن نشير بها إلى الرئيس الإخوانى محمد مرسى وجماعته وأهله وعشيرته ومشايخ السلطان الذين عقدوا العزم واجتمعوا ليس فقط لمبايعته فى استاد القاهرة، بل للتحريض على قتل معارضى الرئيس سياسياً و«الرافضة» أو «الشيعة» دينياً، الرئيس نفسه هاجم هؤلاء وحرض عليهم بشكل غير مباشر وهو ماجعل هؤلاء القتله ينفذون مخططهم البشع لارتكاب أول جريمة قتل للشيعة فى مصر، وانتقل المصريون من الفتن الطائفيه بين المسلمين والأقباط إلى فتن بين الشيعة والسنة بعد تحريض مشايخ الاستاد من السلفيين، لقد تم تدشين أول عملية قتل بين السنة والشيعة فى عهد حكم الإخوان ولم يعد أحد يأمن على نفسه وأهله فى مصر بعد أن اختفى القانون ومن يحميه، وأصبح أسهل شىء فى مصر الآن هو القتل باسم الدين تارة ومعارضة الرئيس المنتخب تارة أخرى، ومن الآن فصاعداً فإن بوابة الحرب الأهلية ستفتح، مادام الضمير والقانون قد غابا، ومادام من يحرض على القتل هو الرئيس وأهله وعشيرته ومشايخ السلطان، وجميعهم الله ورسوله أبرياء مما يفعلون.