دعك من كل البيانات والتبريرات واسأل عن القانون فى جريمة ذبح المواطنين فى قرية أبومسلم. ذبح وسحل مواطنين مصريين والتمثيل بجثثهم مع سبق الإصرار والترصد، ومهما قيل من بيانات من الحكومة أو الرئاسة فهى بلا قيمة، طالما لم يتم القبض على الفاعلين والمحرضين.
المحرضون هم الفاعل الرئيسى الذى حرض وفرق بين المواطنين لخلافات عقائدية أو مذهبية، ونفس هؤلاء الذين يشيرون للتصفية الدينية فى بورما، يصمتون على التصفية فى أبومسلم، والتى يمكن أن تمتد لغيرها. اليوم باسم التشيع، وغداً باسم المصرية والمدنية.
رأينا كيف أنهم يرددون أكاذيب يبررون بها إزهاق روح بشر، فى غيبة من حرضوا ومن شحنوا طوال أسابيع، وقادوا مظاهرات تردد نفس الأكاذيب. وخرج حزب دينى من خلال بيانات وخطب، يحذر مما أسماه تشيع أسر فى قرية زاوية أبومسلم ودعاة زاروها وحرضوا على مسلمين بوصفهم كفارا وأنجاسا؛ وتم تنظيم مسيرة قبل يومين من المجزرة تضم سلفيين من مختلف قرى أبوالنمرس تهتف وتحرض، وداعية آخر خطب الجمعة، ووجه خطابا مباشراً كفر فيه الشيعة، واستحل دمهم فى مسجد يجاور منازل أسر الضحايا.
هؤلاء هم القتلة الأصليون وهم معروفون بالاسم والشكل، أما من نفذوا فهم مجرمون تم الدفع بهم وشحنهم، ومن دون القبض على كل هؤلاء المحرضين لاينفع اعتذار أو شجب أو إدانة، مواطنون تم قتلهم علنا، وذبحهم والتمثيل بجثثهم، بلا دليل، والقتلة مازالوا يمرحون ويتملمظون بدم إخوتهم.
نحن أمام قضية ليست ولم تكن أبداًـ مطروحة من قبل فى مصر، التى عاش أهلها قرونا وهم يحلون أزماتهم، ويتعايشون ويحمون الإسلام وآل البيت والصحابة، ويرفضون أى إساءة إليهم. اليوم فقط رأينا من يحملون صفة شيوخ ،يتركون الدعوة ويتفرغون لنشر الكراهية علنا، وأمام رئيس الدولة، وهو صامت أو يشاركهم الدعاء على مختلفين معهم فى العقيدة.
لم تكن لدينا مشكلة مذهبية، لكن اليوم أصبح لدينا، وأصبح هناك من يقود الجموع لذبح مواطنين بمزاعم لم يتم التحقق منها، ودعوة للقتل من دون تحقيق، وهى طريق تفتح الباب للقتل على الهوية، طالما لم يتم محاسبة من يقتلون ويحرقون لأسباب طائفية.
فى ستاد القاهرة كانت هناك، حفلة لصناعة الكراهية، حولت الثورة السورية من مواجهة مع حاكم مستبد إلى حرب بين السنة والشيعة، وحولت الثورة السورية إلى حرب بالوكالة لصالح صناع الموت وتجار السلاح، وجدنا دعاة يشعلون حرائق الكراهية حول قضية ليست فى مصر، ويخوضون حرباً لاناقة لنا فيها ولا جمل.
هل شاهد دعاة الكراهية ضد الشيعة فى الاستاد واقعة ذبح وسحل مواطنين بأيدى مواطنين؟. وهل يشعرون بالسعادة بعد أن أثمرت دعواتهم كل هذا الدم والحرق والتقتيل على الهوية؟ وهل يشعرون بالفرح بعد أن نقلوا إلينا صراعا مذهبيا لم يكن موجوداً، يتم فيه قتل واغتيال مواطنين مصريين لمجرد خلافهم فى المذهب؟. هم بالمناسبة ينطقون الشهادتين. صحيح أن القتل تم بأيدى حشد ضخم من أهالى ومراهقى القرية، لكن من حرك هؤلاء ومن شحنهم وملأهم بالكراهية باسم الإسلام، الذى كان دائماً موجوداً قبل هؤلاء المحرضين المتربحين بالدم.
لقد أصبحنا فى حاجة للدفاع عن الإسلام، وعن مصر، فهما فى خطر حقيقى.