اليوم وبعد ساعات قليلة من المقرر أن يلقى الرئيس محمد مرسى خطابا «إلى الأمة» كما وصفه المتحدث باسم الرئاسة، أو خطاب الفرصة واللحظة الأخيرة كما يراه المراقبون لتطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحتقنة والمتأزمة فى الشارع المصرى، فالرئيس فى خطابه اليوم ليس أمامه فرصة سوى الاستجابة لمطالب الشعب وإعلان إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ولا يستمر فى العناد والمكابرة وتجاوز حالة الغضب والحرائق السياسية والاجتماعية المشتعلة فى الشارع وفى صدور الناس التى ضجت بحكم الإخوان، أو محاولة الالتفاف والإنكار للواقع والتحدث فى أمور أخرى مثلما فعل النظام السابق وأضاع على نفسه بسبب غبائه وتبلده وغروره السياسى فرصة ذهبية للإصلاح والتغيير السلمى بدلا من الثورة عليه وخلعه.
إذا كان الرئيس قد تعلم درس الماضى القريب من الرئيس السابق فربما يتجنب المصير ذاته، فالعناد مع إرادة الشعب لا نهاية له إلا كما انتهى الحال بالطغاة السابقين من زين العابدين بن على إلى مبارك وعلى عبدالله صالح والقذافى. ومازالت هناك فرصة تاريخية بشرط عدم التأخر فى الاستجابة للمطالب التى لا مناص من تحقيقها فى النهاية، أما تجاهل الوضع المشتعل والمأزق الحالى والانقسام والاستقطاب الحاد سياسيا واجتماعيا ودينيا بالحديث عن أمور أخرى لا تهم الشارع المصرى وتقديم كشف إنتاج وحساب لعام من الحكم ملىء بالأكاذيب والخداع السياسى، فسوف يزيد من سقف المطالب للجماهير الغاضبة فى الشوارع والميادين إلى حد يتجاوز إعلان انتخابات رئاسية مبكرة. بذات الطريقة والنهج الذى سار عليه مبارك قبل تنحيه بأيام قليلة، فقد خرج الشعب يطالب بمطالب محددة فى تغيير الحكومة وإجراء تعديلات دستورية وإقالة العادلى وعدم ترشح الرئيس أو أبنائه للمنصب الرئاسى، لكن تجاهل النظام المطالب وتعمد عدم الاستماع لها حتى ارتفع شعار «الشعب يريد تغيير النظام».
العناد والغرور والمكابرة لن تقدم حلا للوضع الراهن بل العقل والرشد والإدراك بالحقائق على الأرض هى التى ستؤدى بنا إلى تفادى لحظة متوترة وصعبة للغاية فى تاريخ مصر.
وأرجو ألا يكون كلام السيدة باكينام والمتحدثين باسم الإخوان أو الرئاسة أو حزب الحرية والعدالة صحيحا وإلا فالنهاية باتت قريبة وحتمية.