وصفقت العدالة، قبل مصر، لخالد محجوب وزملائه، وصفقت العدالة لمرافعة «هيثم فاروق»، إنهم حقا رجال لا ينحازون إلا للعدل، والحقيقة يمشون فوق الألغام «لا تهزمهم التحديات والمستحيلات»، ونموذج للاستقلال.. لرفض الانحناء للسلطة.. للإيجابية والإرادة التى لا تخشى فى الحق خوفا أو بطش حاكم أو إرهاب تابعى السلطة، الذى حرق مصر والذى روع مصر والذى أسقط الدولة فى مصر، هو من اعتلى كرسى الحكم فى مصر، إنه التنظيم الإخوانى.. هكذا أعلنت المحكمة الحقيقة ساطعة وهى التى ظلت غائبة أو مغيبة لا تصدقها الأغلبية، الحكم الذى أعلنته المحكمة الأحد الماضى، يؤكد أن السلطة التى تحكم مصر لا تعرف سوى العنف مبدأ وقرارا واختيارا وانحيازا، ومن كانت هذه فلسفته ومعتقده، فكيف له أن يبنى نهضة وأن «يرمم» انكسار وطن، وأن يقدم مشروعا للإعمار النفسى والاجتماعى والسياسى والاقتصادى، من كانت هذه عقيدته فهو لا يرى فى الإرهاب عيبا أو عارا أو خطيئة، ولهذا فقد صدر العفو عن كتيبة الإرهاب فى الخارج، وعادوا بإرهابهم لتصبح سيناء الوطن الأول والمأوى والملاذ لجميع سيمفونيات العنف.. وعندما قتل جنود الجيش المصرى على الحدود فى رمضان الماضى، سمعنا أصواتا عنترية «لن نتسامح فى دم الشهداء»، وها هو رمضان قادم ولم نعرف القتلة ولن نعرفهم، طالما النائب العام الحالى موظفا فى مقر الرئاسة، وطالما كانت الرئاسة موظفا لدى تنظيم دولى، وطالما المندوب السامى للتنظيم فى قصر الرئاسة لا يملك من أمره شيئا.
خالد محجوب نقطة ضوء ساطعة أنفق وقته وعلمه ومجهوده وإيمانه بالعدالة لإنجاز الحقيقة لكشف من قدموا لنا أوهاما معلبة، من أقاموا سدودا سلبية فى مصر قبل أن تقيم إثيوبيا سدا لتعطيش مصر، وبدلا من بناء سدود ثقة لمنع شلالات الإحباط وانهيار الاقتصاد.. بنت سدودا شيطانية مازالت مستمرة وتتألق. خلال هذه الأيام وربما لا نفاجأ بمؤامرت شيطانية تجرى فى بر مصر لإحراقها من جديد، لبث الرعب فى وجدان مصر وإعادة إنتاج حزب كنبة جديد، سيكتفى بالفرجة والانتحار يأسا والانعزال خوفا، الجماعة فى مرحلة متأخرة تعانى فيها من حالة الإنكار ثم الإسقاط والإزاحة والبحث عن شماعات للفشل، لأنهم أساتذة فى المراوغة وجسارة الالتواء والكذب والعنف ونظريات علم النفس تؤكد أن «التعاسة» هى النتيجة المحتومة للتضارب بين رغبات الطبيعة وضرورات الحضارة ورغبات الطبيعة تمثلها الجماعة، وضرورات الحضارة تعلنها مصر ولن تعدل عنها، مصر ستكون صانعة ماهرة لأحلامها التى لا تعرف التواضع فى الأحلام، وكلما ضاق الحكام بنا اتسعت أحلامنا ولنا فى المحجوب وانحيازه للحق والإصرار عليه والحلم بغد أكثر عدالة وأكثر إنسانية، القدوة والمثل والإرادة التى لا تنكسر.. والحل هو الشعب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة