ماذا تبقى أمام الرئيس مرسى وجماعة الإخوان للاعتراف بالفشل والعجز فى إدارة شؤون مصر. طوابير البنزين والسولار فى شوارع القاهرة وباقى مدن مصر، كفيلة بإقالة حكومة، وإعفاء رئيس من منصبه، حالة السخط وصيحات الغضب والشتائم والسباب لم تصل إلى آذان الرئيس ومسؤوليه الذين تجاهلوا أزمة الطاقة الطاحنة فى مصر، وأدت إلى توقف مصانع الأسمنت بسبب نقص الغاز، وأصيبت الشوارع بالشلل وتوقفت الحياة فى مصر لنقص إمدادات البنزين والسولار. الوزراء الأربعة الذين اجتمعوا فى قصر الرئاسة، لو كانت هناك دولة بالمعنى الحقيقى لقدموا استقالاتهم على الفور أمام الناس، وتقديم الاعتذار على فشلهم وعجزهم فى مواجه أزمة البنزين والسولار والغاز، لكنهم مثل قيادات جماعتهم من ذوى «الجلود السميكة»، التى لا تتأثر بمعاناة الشعب وإحباطه، الوزراء الأربعة المنتمون للإخوان ظهروا أمام الكاميرات، ليعلنوا أمام الشعب أنهم كمسؤولين عن الأزمة، ليسوا هم المسؤولون الفعليون عنها بل «الأصابع» التى تلعب فى مصر من الفلول، وجبهة الإنقاذ، وحركة تمرد، وكل المعارضة التى تعرقل مشروع «النهضة» ومسيرة التقدم والتنمية للجماعة الفاشلة، والعاجزة، والمرتبكة.. الإخوان تجاهلوا الأزمة واعتبروها «حالة نفسية ومجرد شائعات». تعامل الوزراء مع أزمة الطاقة فى مصر، هو اختزال وتجسيد لمجمل الفشل الذى تدار به مصر فى باقى مجالات شؤون الحكم منذ وصول الرئيس وجماعته للحكم. حالة المكابرة والغطرسة والعناد مع الشعب، وعدم اعترافهم بالفشل يدفعهم إلى مصير سياسى مجهول.
الطغاة وحدهم هم الذين لا يقرأون التاريخ، حتى يتعلموا منه، ويستفيدوا من دروسه، ويتجنبوا أخطاءه، فلو قرأوه لانتهت الديكتاتورية من التاريخ، وهذه هى حكمة القدر، فالطاغية يفاجأ بثورة الشعب، ولا يعترف بها وينكرها ويتجاهلها، فهو لايرى استبداده وطغيانه، ولكنه يتهم الشعب بالجحود والنكران. يحكى أن الجنرال الإسبانى فرانشيسكو فرانكو القائد العسكرى الذى تولى رئاسة إسبانيا من أكتوبر 1936 وحتى وفاته فى سنة 1975، وصل إلى السلطة بعد الحرب الأهلية الإسبانية التى راح ضحيتها أكثر من مليون شخص من الإسبان بمساعدة هتلر وموسولينى من أجل أن يبقى فى الحكم. وفى لحظة الثورة كان فرانكو فى غيبوبة العجز والشيخوخة، ويعانى سكرات الموت، وعندما سمع صيحات الجماهير الغاضبة.. تساءل مندهشا: ماذا يريد الشعب؟..فأجابه من حوله.. إنه جاء ليودعك، فرد بكبرياء وجهل الطغاة: وإلى أين سيذهب الشعب.