من حق المواطن أن يشعر بالسعادة بعد خطاب الرئيس محمد مرسى الذى تحول إلى وصلة من الدردشة، وحكايات كليلة ودمنة وجركن وكنكة. معلومات مضروبة، وكلام شفهى تجاهل أن القضية مع نظام فاشل لايعرف غير الشماعات.
شعر كثير من المواطنين بالكثير من «الضحضحة والشندلة، أمام كل من يرعو فى الفشحطة». ومن كتب هذا الخطاب يستحق جائزة الكلام الفارغ، ويبدو استمرارا لطاقم المستشارين المتمتعين بأمية «سيكوستراتيجوتكتيكية».
انتظر كثيرون خطابا من الرئيس يكشف عن مؤامرات حقيقية، أو تفسيرات منهجية للأزمات والموبقات والمشكلات، فإذا بهم أمام خطاب يمتد لساعتين ونصف، ليكرر كلام عن «صوابع تلعب»، ويختصر أزمة البنزين فى الواد اللى بيسرق جراكن من «البنزيمة»، وأزمة الكهرباء فى راجل واخد عشرين جنيه ويلعب فى سكاكين الكهربا. ويزعم أن هناك من يصور الترع الخالية من المياه، ليثبت أن هناك أزمة، مع أن أصغر طفل يعلم أن لدينا فقرا مائيا. وأن الفلاحين قطعوا طرقات وتظاهروا بسبب نقص المياه وهذا من أيام مبارك وليس فقط من عهده. لم ينتبه السيد الرئيس وهو يكشف مؤامرة الجركن والعشرين جنيها، لقوله إن هناك نقصا فى الغاز والمازوت. وألف ميجاوات نقص فى الكهرباء. ولا إلى تقارير نقص المياه والفقر المائى.
وينتقل الرئيس لحديث «الفل والمفلول»، ليتهم عاشور بتاع الشرقية وفودة فى الدقهلية «اللى الرئيس عارف انه بيأجر البلطجية وسايبه وبيشتكى منه للشعب»، ولانعرف لماذا لم يذكر «بقجة ومهيطم وفخدان ومنيقر ودفهوش»، وباقى الفلول الذين يحركون البلد، يقول الفلول وهو يعلم أن الحزب الوطنى فشل فى حماية نظام مبارك، فكيف وقد انتزعت منهم القوة يبقى الفلول أقوى من الأصول، لايريد الاعتراف بالفشل ويبحث عن شماعات، وتفسيرات لم تعد تخيل على طفل. وكأن كل هذا الغضب الظاهر على الرئيس وجماعته، ليس بسبب الفشل، وإنما لأن فلولا تحركهم. وهى نفس معلومات يرددها كبار المبرراتية فى توكشوهاتهم.
الرئيس يقدم معلومات شفهية بلا تدقيق، منها أن مصر بها ربع آثار العالم، ويعرف تلميذ الابتدائى أن الأقصر وحدها بها ثلث آثار العالم، ونفس الأمر عن عبدالناصر والديون، ويتجاهل ثروة من المصانع والمشروعات التى يعترف هو أن خصخصتها سرقة وفساد وما تزال قائمة.
الرئيس يصدر تكليف للمحافظين والوزراء بفصل المتسببين فى الأزمات، بينما هو نفسه كان نائبا يحمل الرئيس والحكومة المسؤولية. هو يبرئ الكبار من المحافظين والوزراء المسؤولين ويفتح بابا للانتقام والتصفية. يتحدث عن المواطنة، ويتجاهل ولو بالإشارة إلى قتل مواطنين بأيدى محرضين لأنهم شيعة. ويصر على تجاهل أن مايجرى صراع بين نظام حاكم متهم بالفشل ومعارضيه. يغازل الشباب ويتحدث عن تمكينهم، والتجربة تقول إنه يتم تمكين شباب الجماعة، ويتحدث عن قول كمال الشاذلى أن السياسة نجاسة وهم أطهار، وهو الآن فى السياسة. يوجه اتهاما بالتزوير لقاض قبل التحقيق والإدانة.
الخلاصة أن الرئيس يتحدث عن ناس بتلعب كلوبامية فى الاستغماية، وفلول بتعلب فى الكهربا والبنزين، وتجاهل أن هناك فاشلين لايعرفون اللعب ولا يريدون ترك ما لا يعرفون.