حكايات مفجعة وروايات محزنة ومهينة ليست إهانة لضحاياها بقدر إهانتها لإنسانية شعب وكيان قصص ومشاهد أكثر رعبا من مشاهد أفلام الرعب نفسها، فأعتى مخرجى وكتاب الرعب والإثارة لم ينجحوا فى قطع الأنفاس مثلما يقوم الواقع المشين، قبل الدخول والتحدث عن الضحايا الملفت للانتباه أن الحوادث لم تعد مجرد حوادث والسلام.. نمى الحس الشيطانى فى التخطيط للعنف فالسرقة لم تعد تصنف سرقة أو سرقة بالإكراه تغير شكل كتابة الحوادث ف المحاضر سرقة مع استغلال حدث وسرقة أعضاء بشرية يصحبها نصب، سرقة مع خطف وطلب فدية، اغتصاب وقتل واستغلال حدث، وكله مع سبق الإصرار والتخطيط والترصد، قتل لم يعد مصطحب بالسرقة أو ضرب أفضى إلى الموت على رأى أخى التطور غير الطبيعى للجرائم ،،،فكل وقت وكل منطقة ومختصة بنوع معين من الجرائم ، لكن ده كان زمان مع المجرم المبتدئ (أصحاب المدارس القديمة كما يطلقون عليهم فى النيابة ) يعنى البعض قبل ما يروح يعاين كان زمان يسأل عن المنطقة قبل الجريمة ، فيعرف جريمة إيه؟ ومين المجرم ومين مسئول ؟عن هذا النوع من الجرائم ،أو اين توجد الغنائم والسرقات ، ونتصرف ، لكن المهنة اتبهدلت ، وأشبال المجرمين كلا يعمل لحسابه ، والقطاع الخاص أصبح أيضاً علم الإجرام، طفل برىء بجسد نحيل لم يتخط التسع سنوات لم يعلم شيئا عن الطفولة أكثر من مرافقة الشوارع والنوم فى حواريها، لا مأوى ولا ملبس ولا مسكن وصناديق الزبالة مفتوحة لا تغلق أبوابها لمن يلدغه الجوع ويشتهى وجبة غير مكلفة مالياً لكن بالتأكيد مكلفة صحيا، آكلو لحوم البشر ظاهرة ليست بالصورة الكرتونية التى صورتها الأفلام رحمة بنا، محمد الطفل المسكين ذو التسع سنوات للأسف ارتطم بأحد آكلى لحوم البشر الذى سلبه كليته مقابل 50 جنيها يا بلاش، لم اعتاد السب واللعن للمزيد من التشويه فكلاً منا يملك بعض التشويه فى شخصيته (تشويه نسبى) ، ولن أعاتب جهل طفل حنت عليه الشوارع وغدرت به الأيام ، ولن أتحدث عن سمسار آكل لحوم بشرية، المقولة كما اعتدناها فى علم النفس (لا تسأل المجرم كيف احترف الإجرام )، لكن الطبيب الذى قام بنزع الكلية والمستشفى التى فتحت أبوابها وملائكة الرحمة المساعدين والثرى المصرى أو العربى الذى يبحث عن متبرع كل هؤلاء اشتركوا فى تشويه وتمزيق جسد (طفل هزيل ) مع سبق الإصرار والتخطيط على الرحب والسعة والخاسر الوحيد إلى الشارع ليلقى حتفه بجانب أحد صناديق القمامة... (الضرب فى الميت حرام ) لذلك الحديث عن أين حكومة ورقابة ووزارة ودولة و تفتيش وضمان اجتماعى.... (حديث تجار بطيخ) ، حين نعلم أن الجواب سيصدمنا يجب أن نحترم أنفسنا وننسى السؤال ؟
لن نتوقف عند محمد وسرقة كليته والدكتور المجرم الجزار ، لا لسه جراب الحاوى كبير ، بس الجراب ده أطفال فقط ، حنين تم الإعتداء عليها فى الإسكندرية فى منطقة الهانوفيل مش مهم من من؟ لسبب صغير لأنه لن يحاسب ومن غير تضيع وقت حضراتكم لأن حنين كانت بتوزع استمارات تمرد ، وبالتالى خطر على الأمن القومى وتشارك فى قلب نظام الحكم ! أعتذر عن جملة قلب نظام الحكم دى لدواعى (التهمة) لأن الدولة ماشية بالبركة ! الحمد لله لم تفقد حنين كليتها زى محمد والحمد لله لسه على قيد الحياة ، فقد أصحاب القلوب الرحيمة واللحُى والمترددين على المساجد تركوها بجرح قطعى فى الرأس و غرز فى الوجه (تشويه طفلة) ، وسجحات وكدمات وكسروا ضلوعها..المثل يقول ( إن لم تستح فافعل ما شئت ) باسم الدين باسم الدولة باسم النظام.. رعياك يا مولانا. جمعيات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية لها دور سامى حول العالم ، وتسجل التعديات التى يعانى منها بنو البشر فى كل مكان. ما بين القتل والتعذيب ، والاغتصاب والتمييز العنصرى والدينى ، المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان تسجل كل التجاوزات وتضع أمام المجتمع الدولى سجلات دول مختلفة ، وتصنف الدول ما بين دولة تراعى الحقوق ، وأخرى تغتصبها ، رغم التقدير العالى لدور منظمات حقوق الإنسان فى لفت الأنظار وتوجيه الإهتمام نحو معاناة البشر وكم الجرائم التى يتعرضون لها وتوضيح الدول المهتمة بمواطنيها والدول غير المكترثة وتصنيفها وترتيبها وإعلانه للعالم. فإن الدول والأنظمة التى تتجرأ على انتهاك حقوق الإنسان لن تستحى من إعلان ذلك على الملأ ، فالمثل يقول ( إن لم تستح فافعل ما شئت ). لم يقتصر الأمر على مصر فقط فكثيراً من الدول تشهد انتهاكات تفوق بمراحل انتهاكات الأنظمة التى أسقطتها ثورات (الربيع العربى)، ففى تونس أفادت نتائج استطلاع قام بإجرائه معهد (سيجما كوسنى) ونشرته صحيفة المغرب التونسية أن 42% من التونسيين يعتقدون أن الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية والأمنية فى تونس كانت أفضل فى عهد الرئيس السابق (بن على) مما هى عليه الآن ، بالرغم من التأثير الكبير الذى أخلفته الثورة فى مصر فى حدوث ثورة معلوماتية موازية، الإحصائيات تقول عن عدد مستخدمى الإنترنت ازداد بحوالى (1،9 مليون شخص بعد الثورة)، لكن المؤشرات الأخرى تبدو مرعبة أقربها أن الحريات باتت فى أضيق نطاق أقربها قضية (أحمد دومة) الناشط السياسى لا أخص دومة فقط بالذكر فعدد لا باس به من النشطاء الأحداث والأطفال والكبار يملئون السجون، وقبلها قضية باسم يوسف الإعلامى الساخر التى أعادت إلى الواجهة المأساة التى تحياها حرية الرأى فى مصر، جريدة (ذا أوراكل الأمريكية) علقت على ذلك بأن عملية إلقاء القبض عليه واستهداف الإعلاميين هى حيلة من الحكومة المصرية لإسكات الأصوات المعارضة لمرسى وتكميم الأفواه وعدم إلقاء الضوء بأى حال من الأحوال على خطايا نظام الجماعة وحكومتهم، الجماعة فى السلطة فقط ، لأن المصريين اجتمعوا واسقطوا نظام ظالم ونظرا لمعانة أكثر من نصف الشعب بل نسبة ربما تكون أكبر من أمية ثقافية وسياسية وأمية بشكل أوسع وأعم جاءت الصناديق بمرشح الجماعة ، ولكن (لو دامت لغيرك ما كانت وصلت ليك).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة