أكرم القصاص

«توب سيكريت».. جماعة سرية وأسرار علنية

الجمعة، 07 يونيو 2013 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان لنا صديق يتصور طوال الوقت أن ما يقوله هو من الأسرار العليا ويحرص قبل الحديث أن يؤكد لمحدثه «الكلام اللى هقولهولك دا توب سيكريت سرى للغاية» ما حدش يعرفها، ثم يبدأ فى رواية السر، ثم نكتشف أن صديقنا حكى الحكاية لطوب الأرض وأن العالم كله يعرف وأن صديقنا هو نفسه مصدر «التوب سيكريت» الذى أصبح على كل لسان.

تذكرت هذا بعد حلقة الحوار الرئاسى حول إثيوبيا، حيث تمت إذاعة ما يفترض أنه أسرار. وبعد ثلاثة أيام اكتشفنا لقاء سريا على العشاء دبره الدكتور أيمن نور ودعا إليه السيد عمرو موسى القيادى بجبهة الإنقاذ، والمهندس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان. وما إن تم نشر أخبار العشاء حتى أصر أيمن نور على النفى، وخرج عمرو موسى ليؤكد ويشرح، وأن الموضوع ليس «توب سيكريت».

وما كانت الدنيا تنقلب لو تم الإعلان عن العشاء وأن يتم فى العلن وتنشر تفاصيله، لأنه يتعلق كما قال أطرافه بالصالح العام. لكننا أصبحنا أمام لقاءات مذاعة تلفزيونياً يفترض أن تكون سرية، ولقاءات سياسية سرية كان الأفضل لو تمت فى العلن.
عشاء الزمالك لم يكن حفلة تنكرية وجمع عمرو موسى القيادى بجبهة الإنقاذ مع خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان يصعب اعتباره مجرد عشاء. خاصة أنه يأتى قبل أسابيع من مظاهرات 30 يونيو التى أعلنت المعارضة المشاركة فيها، ثم إن السيد عمرو موسى وقع استمارات تمرد، وأعلن آراءه التى قال إنه أبلغها للشاطر. وما كان يحتاج لقاء ليبلغ فيه الشاطر آراءه. ثم إن موسى عضو فى جبهة الإنقاذ ومحسوب عليها، ويصعب اعتبار لقائه سراً مع الشاطر بصفته فى حزب المؤتمر.

والأهم هو أن المهندس خيرت الشاطر يصر على لعب دوره بسرية، بينما جماعته فعليا فى السلطة، ولا حاجة له بكل هذا الغموض، فإما أن يلعب السياسة بقواعدها، أو يبتعد عنها، خاصة أنه مصنف دائماً بصفته الرجل الأول فى الجماعة، وأنه مع المرشد وراء قرارات الرئيس.

الشاطر نفسه هو من يصر على الدور الغامض والمزدوج، وبالتالى فلا يستبعد أن يكون موضوع العشاء الهدف منه تسميم جبهة الإنقاذ، ومحاولة شقها بلقاءات فردية، ولو كانت هناك رغبة لدى الجماعة فى حوار أو لم شمل، لفعلت هذا من البداية والطريق لهذا واضح ومعروف، لكن السيد الشاطر يفضل الأبواب الخلفية، بالرغم من أن هذه الطريقة كانت وراء كل ما جرى من مصادمات وقرارات رئاسية أطاحت بوحدة الصف. واضح أن 30 يونيو يثير قلقا لدى الجماعة، التى تسعى بكل السبل لإجهاضها، ويتم هذا بطريق خلفى، بينما الأبواب معروفة، لكن الشاطر وجماعة الإخوان يصرون على التحرك فى سرية ومن خلف الستار، على طريقة التنظيم السرى بالرغم من أنهم يمتلكون مفاتيح السلطة. ثم إن جماعة الإخوان.
تعتبر عمرو موسى من النظام السابق، ثم يسعى الشاطر للقائه، بما يكشف حجم تناقضات الجماعة وتصوراتها وكونها تسعى لمصلحتها بصرف النظر عن آرائها ليصبح السرى علنياً، والعلنى سرياً. ويصبح «التوب سيكريت» معروضاً على الهواء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة